نقد النساء-قراءة في عابدات باخوس
نحن في غربة عن تراثنا خاصة الديني منه ؛ يلوح لنا هذا التراث كرسوم غابرة كتابة هيروغليفية أو صور غير مفهومة وكتابنا نقد النساء يدخل في سياق تأويلنا و نقدنا للتراث الديني والنص الديني في أصل تكوينه نص قابل للتأويل أي هو صياغة عامة للوجود يمكن تخصيصها في كل زمن؛ فالقرآن كما قال علي حمّال أوجه والنقد هنا خلاف النسيء فالنقد هو وضع الأمور في مكانها ووقتها وضعها في نصابها والنقد هو دابة الأرض التي تشير إلى الفساد والموت جاء في سورة سبأ قوله فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تاكل منسأته 14 والنقد لا يكون إلا إذا كانت هناك طائفة من المعلومات متراكمة و متسلمة من الماضي وكانت هناك تجربة روحية خلقها الدين فنقد الدين مدخل لكل نقد آخر نقد الدولة ونقد المجتمع المدني ولذلك عندما يظهر النقد يكون تحقيقا وتدقيقا للعلم كما وصل إلينا وللدين كما صُوِّر لنا والنقد امتحان للعقل المعاصر وقدرته على غربلة ما تم تسلمه من الماضي والنقد شك هدام من أجل البناء لاشك هدام من أجل الإفناء نقد لانقض حيث تخضع كل العقائد والتقاليد الموروثة لحكم العقل المعاصر فكل نهوض يحتاج إلى تنوير يقول المستشرق الألماني جوزف فان ايس لقد اختفى التفكير العقلاني حول الدين من العالم العربي والإسلامي منذ الف سنة منذ انقراض المعتزلة لايكتمل فهمنا للعصر الذي نعيشه إلا بهذا النقد وهذا التاويل خاصة وأن معظم الشعوب العربية والإسلامية تعيش وفق تعاليم الماضي وتوصياته بفعل تهميشها المعاصر