الخطيئة
رواية” الخطيئة” تدور أحداثها في بيئة لبنانيّة وحقبة زمنيّة شهدت أفظع الحروب المذهبيّة وهي تؤرّخ لفتنة 1840 و1860 في قالب روائي جميل ومتشّعب وفي هذا المضمار تجعلنا الكاتبة نسرين بلّوط أمام تجربة لافتة كان لها وقع الأثر في الرّوايات العربيّة القديمة وتحديدًا مع الكاتب جرجي زيدان الّذي أرّخ بالرّواية والقصص لأهم المحطّات التّاريخيّة في الحياة السّياسيّة والعسكريّة ضمن قوالب الحب والعشق والانتقام وإن جاءت رواية ” الخطيئة” بأسلوب يقصّر السّرد على حساب الاستطراد والإسراف في التّفاصيل والانتباه لخطورة أن يتحوّل العمل الرّوائي إلى توثيق تاريخي وبهذا يذوب البعد الفنّي الغاية الحقيقية من العمل الرّوائي وهذا ما أتقنته الكاتبة بإتقان فهي أي الكاتبة عبر البطلة ميرا صوّرت الواقع الاجتماعي في الحقبات المذكورة بأسلوب فنّي رشيق وعرضت لتلك المرحلة التّاريخيّة بقصص الحب والصّراعات الطّبقيّة ممّا جعلنا كقرّاء نستقرأ التّاريخ بالحس الدّرامي والخيال الفكري والحلم الأدبي الجميل في رواية الخطيئة هي نزعة العمل التّجديدي في البنية الرّوائيّة تجسّد هذا من خلال المعالم الواضحة لشخصيّات الرّواية قد تكون ميرا هي المركز في السّرد الرّاوية لكن هذه الشّخصيات تشكّل اعتبارات تتفاوت بين إطارين الإيجاب والسّلب وفي رسم معالم الرّواية نرى أنّ معظم شخصيّات الرّواية في حالة تنامي وإن كانت ميرا المحور الأساس في الشّخصيّة النّامية الغير ثابتة المتحرّكة في وحول الحياة والحيرة الفاسقة الماجنة تلد طفل الحرام في الكهف ترميه مع عابد في صيدا مع عائلة مسلمة ليكتمل عقد الطّوائف المؤمنة الباحثة عن إيمان حقيقي في الدّير والحيرة تفتك بالرّاهبة زلفا ميرا الّتي تروي وتتحرّك وتخبر وتعاند وتصارع وتخبّىء وكر العشق في بكاء اللّيل تبقى الشّخصيّات الثّابتة في مدار التّحجّر فجدّة ميرا لم تستسغ حياة الفقراء بقي القصر وحي حضورها في الحياة رغم ثورة شاهين وقيادة الفلاحين