الحركة الإسلامية في السودان لـ محمد بن المختار الشنقيطي

0  

قليلة هي الكتب والدراسات التي كتبها مفكرون إسلاميون يقومون فيها تجربة حركة إسلامية أقل منها تلك التي تكتبها الحركات عن نفسها لتتعرف على الأخطاء والتجاوزات وتتوقف عند نقاط الضعف والقوة في مسيرة خالفة استعدادا لمرحلة مقبلة بل تميل أغلب الكتابات في هذا الصدد جماعية – وهي قليلة – أو فردية إلى السرد التاريخي والتبشيري الذي يزكي الماضي ويحمل الأعداء مسؤولية معظم الأخطاء والعثرات فيه ويبدو أن كتابات الآخرين – مع ما فيها من تحامل يكثر في الكتابات العربية أو عدم فهم وإطلاع تامين وحظ الكتابات الغربية منه أكثر – ساهمت في استفزاز العقل الإسلامي الذي أصبح مطالبا بتجاوز مرحلة كتابات البث والتبرير ليصحح خطأ أورده منصف أو تجنبا اعتمد عليه متحامل أو ليقدم دروسا من الماضي لأجيال المستقبل خصوصا مع حجم التراكم الحاصل في التجارب الإسلامية المعاصرة من دعوية امتدت وانتشرت إلى سياسية عارضت وشاركت بل وتمكنت إلى جهادية آثرت طريق ذات الشوكة – سواء توفرت شروطها ومبرراتها أو لم تتوفر والكتاب الذي بين أيدينا مساهمة متميزة في سد هذا الفراغ الذي أوجده غياب الكتابات العلمية التي تنتقد ولكنها لا تتحامل تراجع المسيرة ولكنها لا تتنكر لعطاءات السابقين ترتبط بماضي الكسب لمنها لا تقع أسيرة له أو تفتتن به عن واقع الحال ومثال المستقبل الواعد الكتاب الذي بين أيدينا هو دراسة مستوعبة لتجربة إسلامية ثرية هي التجربة السودانية التي أصبحت تجربة رائدة ومثيرة رائدة لأنها طرقت بالعمل الإسلامي ميادين كان يخافها وتخافه ولأنها قدمت نموذجا حيا يجمع بين أصالة التوجه والتمسك بالثوابت والتفاعل مع جديد الابتلاءات وحاضر التحديات ومثيرة لأنها أغضبت وأرضت وأربكت أغضبت إسلاميين يخافون التجديد أو يتوجسون من الإقدام خيفة وعلمانيين أزعجهم أن يرزا تجربة إسلامية حديثة من حيث القيادة وأساليب العمل وأرضت أجيالا من الإسلاميين بدأ الخوف على المشروع واليأس إن ممارسات بعض أصحابه وقادته يتسربان إلى نفوسهم وعقولهم ونفرا من المنصفين الحادبين على حركة الإسلام الظانين بها خيرا وأربكت بأساليبها ومنهجيتها المرنة وتنوع طرق العمل والأداء عندها واستوى في ذلك الارتباك والإرباك الأصدقاء والأعداء  الأستاذ محمد بن المختار الشنقيطي درس هذه التجربة – التي لم يستطع إخفاء إعجابه بها وحاول بمنهجية الباحث وعقلية الناقد وانسيابية الأديب أن يقدم خلاصات مفيدة عن أداء الدكتور الترابي وإخوانه في العمل التنظيمي والبناء القيادي والعمل داخل المجتمع ومع السلطة دون أن ينسى روافد الحركة وملامحها وعلاقاتها الخارجية هذا مع وقفة موفقة مع ما أسماه الكاتب الثنائيات الكبرى

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .