الإنسان والظل
هذيان خوف عذاب ألم جنون
المسرحية بأكملها جنون مطبق
ما أن بدأتها حتى أقحمتني معها في جوها المشحون
ولم أستطع الفكاك منها إلا بعد أن أنهيتها
كانت أشبه بصرخة قوية ومتواصلة
جو محموم لدرجة تشعر أنك أنت من تهذي
وليس بطل المسرحية
المسرحية عن قاضي صارم وقوي
لا يدع مجالاً للحب أو الرحمة في نطاق مشاعره
فقط العقل والمنطق هما السادة
حتى في مشاعره الشخصية وحياته الزوجية
لا مجال للشعور فقط القوة أو القسوة أحيانًا
بعد عمر مديد في القضاء
يبدأ في الشعور بالإرهاق والتعب
وتبدأ غرابة الأطوار وغرابة التصرفات في الظهور
هل هو مجهد ذهنيًا بعد كل تلك الفترات من العمل المتواصل
أم هو شعور بالذنب تجاه حكم ما أصدره بدون يقين
أم ماذا
في البداية توقعت أن تكون عقدة الذنب
من قاضي يصدر الأحكام جزافًا
ثم في منتهى العمر يبدأ في محاسبة نفسه
ويبزغ الشعور بالألم والذنب في وغز ضميره
لكن سرعان ما قفزت أحداث المسرحية بجوها المحموم
إلى تفسير تاني وهو القانون والعدالة
ورؤية الكاتب لقانون الإعدام
بل وضرورة كتابة القانون من أول وجديد
كما جاء على لسان أحد شخصيات المسرحية
وأنه لا ينبغي أن نضع حد لحياة مخطيء
حتى بدعوى القصاص لأنه شيء أشبه بالإنتقام
من نفس لا نعلم عن خفاياها شيئًا
قبل أن استنكر هذه الفكرة التي يسعى دكتور مصطفى لطرحها وفلسفتها
وأصرخ ما هذا العبث
حتى آتى مشهد محاولة البطل للانتحار
وتراجعه حين اكتشف أنه لا يعرف إلى أين سيذهب
ربما هنا يكمن المغزى؛ عبث الحياة
لماذا نحيا وعلام وجودنا أصلاً
لماذا يُعاقب بعضنا البعض طالما أننا جميعًا مخطئين
هل الموت حياة آخرى وعالم آخر
أم أنه لا يفصله عن الحياة سوى برزخ بسيط
تغيير العنوان فقط كما جاء في المسرحية
هل القانون شيء عبثي
وهل العدالة والحقيقة لا وجود لهما حقًا
صغيرة لكنها مُحيرة فلسفتها مُرهقة
ومحاولة تفسيرها أكثر إرهاقًا
فقط استمتع بحالة الهذيان والجنون
استمتع بالأسئلة وحتى عناء البحث عن الأجوبة
حاول أن تستمتع به
br
br