القانون المطلق بتول قاسم ناصر
منذ بدأ الإنسان يفكر تفكيراً فلسفياً في أصل الكون وفي طبيعة العالم المحيط به وظواهره وحوادثه وسيرها وتطورها اكتشف أن هناك قانوناً عاماً يمثل الحقيقة الوحيدة الشاملة التي تكمن وراء جميع أشياء العالم وظواهره وحوادثه وتتحكم فيها هذا القانون الذي هو أساس الأشياء جميعاً له مبادؤه وأركانه وقواه الخفية التي تربط بين هذه الأركان والمبادئ الأساسية وهو الذي يوجه سيرها ويطورها وينطوي على غاياتها إنه النظام الدائم الذي تجري عليه الموجودات فهو سر الدوام والاستمرار في وجودها وهو ما تبنى عليه مادة الكون كلها من الذرة إلى المجرة ومنها المادة التي يبنى منها جسم الإنسان فبهذا القانون المستقر المنتظم يرتبط الإنسان ارتباطاً وثيقاً وكما أن بنية الجسم الإنساني تخضع إلى أحكامه كذلك تخضع له بنية العقل الإنساني فهذا القانون إنما هو قانون العقل نفسه وهو الذي يحكم تطوره حتى بلوغ غاياته القصوى لعل النبؤات أوحت به وعبرت عنه الرموز الثقافية لدى الأمم المتعاقبة وبحث عنه العقل الإنساني في مجال الفلسفة والعلم في محاولة منه للوصول إلى المعرفة المطلقة لتأكيد مفهوم خلافة الإنسان المعرفية للمطلق وفي محاولة منه لتحويل معرفته إلى فعل إنساني لتأكيد مفهوم الخلافة في بناء المجتمع الذي يؤكد عدالة المطلق