علمانيون أم ملحدون لـ محمد إبراهيم مبروك
يرتكز الغرب في فرض هيمنته على عالمنا الإسلامي ليس فقط على تفوقه العسكري والإقتصادي وإنما في الأساس على قاعدة عريضة من الأكاذيب والأضاليل والأباطيل كيف نشأ العلم وكيف جاءت الحضارة تقول الأسطورة الغربية كما يدعي ألدو ميبلي وأمثاله عن الحضارة الإغريقية التي ينتمي إليها الغرب من الناحية الفكرية فقط كما سنوضح فيما بعد أنها معجزة ندين لها بعلمنا الحالي وليس بعلمنا فحسب بل يمكن أن يقال بجملة الحضارات في جميع مظاهرها على وجه التقريب وأقام الغرب على هذه الأكذوبة أكبر وهي أن الإسلام لم يكن دوره الحضاري سوى الحفاظ على التراث العلمي للإغريق إلى أن تتسلمه أوروبا مرة أخرى ألم تقف الكنيسة الغربية حجر عثرة أمام تقدم العلم فكيف من الممكن أن يكون للإسلام أي إسهام علمي وحضاري إن ما يصنعه هذا الغزو الفكري من تحطيم للذات ليتضائل أمامه ما تطمح إليه عشرات الجيوش من فتك وإستعمار وإستعباد للنفوس فليس علينا إذن لو صدقنا بهذا الكلام سوى التشبث المهين بذيل الحضارة الغربية لنلتقط ما يمنوه علينا من فتات إن التخلي عن الإسلام هو تفريغ للنفس البشرية من الحقائق الإلهية التي تمنحها المعنى الحقيقي لوجودها وهو أيضا تخلى عن الحصن الوحيد الذي يعصمنا من التهام الغرب لنا وإذا كانت هذه هي أهداف الغرب فماذا من الممكن أن نصف الذين يعملون بكل ما يملكون من ثقافة ومقدرة على التلفيق والدرس والتضليل – لتحقيق تلك الأهداف إلا بالإنهزام والتواطؤ والعمالة والعلمانية دعوى عريضة كاذبة ورائها عندنا الذين جعلوا من أنفسهم أوعية مفتوحة لتلقي نفايات الغربي أو ما يمضي بهم إلى الإنهيار