سلطة اللسان

14  

يتطرق الأديب شيموس هيني فى كتابه سلطة اللسان إلى عدة محاضرات نقدية يتناول فيها عدة تجارب شعرية ونقدية معاصرة؛ فتحت عنوان «وقع الحوافر الذي لا يهدأ» يتحدث المؤلف عن خصوصية الكتابة لدى الشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث المنتحرة بالغاز هرباً من أنانية الرجل يأتي ذلك من قبيل حاجة الشاعر إلى تخطي أناه كي يصبح صوت ما هو أكثر من سيرته الذاتية على مستوى اللغة الشعرية؛ ليرتفع الصوت والمعنى كمد لغوي يحملان التعبير الفردي بعيداً على تيار أقوى وأكثر عمقاً مما يمكن أن يتوقعه المرء هيني الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1995 يقرأ أيضاً في تجربة الشاعر والناقد الأمريكي روبرت لويل؛ مبيناً تمكنه الخاص من التراث الأدبي وتثقيف الأذن الأميّة؛ منجزاً سلطته عبر صياغة أبياته في انسجام مع الممارسة التقليدية للكتابة؛ واصلاً فيها إلى درجة من التوتر والكثافة عبر ما يسميه الكاتب «الذروة الموسيقية» أو«الإيماءة الدرامية» فيقارن صاحب «القسوة والدائرة» بين أعمال الشاعر الروسي الكبير أوسيب مندلشتام وأعمال لويل برفض الاثنين للتكيف مع الواقع بشكل غريزي وقسري والوقوف في وجه الشمولية السياسية حيث وضع الشاعر الروسي مجموعة من الأعمال الشعرية الثورية الغاضبة التي سماها ب«النثر الرابع» ورغم أن الشاعرين تجاسرا على تقديم نفسيهما من خلال نصوصهما؛ إلا أنهما كانا محطّ الأنظار في مواجهتهما للسجن والموت والنفي ولاسيما بعد بيان الشاعر الأمريكي الشهير عن المسؤولية الشخصية تجربة الشاعر البريطاني دبليو إتش أودين تحضر أيضاً هنا عبر موسيقاها الشعرية التي عززت نبرة خاصة لدى صاحب كتاب «عصر الغثيان» إذ يقيم الشاعر الايرلندي نصوص أوديناً التي كانت بمثابة احتجاج على النظام الرأسمالي الغربي واصفاً إياها بأنها نظام مريض ومشرف على السقوط حين يتحول الشعر فيها إلى صناعة معان حكيمة وحقيقية عبر تنظيم واكتساب التجربة البشرية والواقع والتي غالباً ما تتألف منها قصائد أودين فتكون عبارة عن وقفات مؤقتة ضد الفوضى التي يهددها ميل الذهن إلى قبول أي تفسير للوظيفة الشعرية

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .