يوم قتل الزعيم
تقدم لنا رواية يوم قتل الزعيم عبر تعدد الأصوات رغم قلتها ملمحا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ونفسيا من ملامح جيل معاصر يتمثل في الشخصيتين الرئيستين من شخوص الرواية قليلة العدد وهما علوان فواز محتشمي ورنده سليمان مبارك اللذان يمثلان جيل المعاناة والغربة والضياع والإحباط وعدم القدرة على تحقيق أبسط الآمال والأحلام الإنسانية المشروعة في ظل ما يعرف باسم سياسية الانفتاح الاقتصادي في مصر إبان حرب أكتوبر 1973م الرواية لها مغزاها السياسي والاجتماعي والاقتصادي الكبير ولكنها غلفت بالفن الروائي الراقي فتغلبت على كل نوازع المباشرة والخطابية والسطحية التي لولا وجود روائي كبير ومتمرس مثل نجيب محفوظ يقود دفتها لتغلبت عليها تلك النوازع المفسدة للفن والأدب حتى أن الجزء الخاص بمقتل الزعيم لم يكن مشهدا تسجيليا نقل من الواقع ولو فعل ذلك نجيب محفوظ ما لامه أحد ولكنه يمزج هذا المشهد أو هذا الجزء بانفعالات وأحاسيس علوان فواز محتشمي ويجعله يأخذ هو الآخر موقفا مضادا من أنور علام مديره في العمل الذي تزوج من رنده سليمان مبارك الخطيبة السابقة لعلوان التي تم طلاقها خلال الشهر الأول من زواجها وأيضا يأخذ موقفا مضادا من جلوستان أخت أنور علام الأرملة الغنية التي تكبره بعشرين سنة وتحاول الإيقاع به لتتزوجه ليدير أعمالها المشبوهة بعد أن افتضح أمر أخيها الذي يريد الثراء السريع مهما كانت الأساليب المشروعة وغير المشروعة فلم يتورع عن دفع زوجته رندة إلى هذا الطريق ليتحقق الثراء السريع ولكن سرعان ما اكتشفت رنده نوايا الزوج المخادع فقامت بطلب الطلاق وحسمت الموضوع وهي لا تزال في الشهر الأول من زواجها شهر العسل ولم تأبه بالشائعات وبكلام الناس من حولها بسبب هذا الطلاق السريع يوم قتل الزعيم رواية إن لم يتجاوز عدد صفحاتها المائة الإ أنها تحتاج إلى مئات الصفحات لمناقشة أفكارها وبحث آرائها السياسية والاجتماعية الاقتصادية وكذلك الدينية فبحر نجيب محفوظ ليس له شواطىء ولا تهدأ أمواجه أبداً