من معالم الحق فى كفاحنا الاسلامى الحديث
أنا أثق تمامًا أن تطبيق حكم الإسلام لا يبدأ من حكومة تسمي نفسها إسلامية بل لا بد من تطبيق مبادئ الإسلام في البدء
اقرأ هاتين الفقرتين من الكتاب
فافرض جدلا أن زمام العالم أفلت من يدى الروس والأمريكان لتتسلمه هذه الجبهة الثالثة ترى ما يحدث والحالة هذه إن حركة العلم والصناعة سيعروها توقف مباغت والدنيا المائجة بفنون لا حصر لها من المشاعر النابضة والأفكار اليقظة ستشل قد تقول لكن الربانية والفضائل والطاعات ستنتعش وتشيع وهنا لا أملك نفسى من الضحك إن مسلمى الأقطار الإسلامية أمثلة حسنة ولا ريب لهذه المعانى وإني لأتخيل هذه الأقطار فى وضعها الراهن تحتل أماكن الصدارة فى العالم فتأخذنى حيرة مظلمة
و
وكأن المفروض قبلا أن يعتمد الجهاد الإسلامى على صناعات الكفار أليس من حق الدنيا أن تضحك منا
الاهتمام بالعلم وبقيم الحق والعدل والمساواة هي الطريق لتطبيق حكم الإسلام يا سادة وليس رفع مجموعة من الأفاقين المدعيّن إلى سدة الحكم
تسألني لماذا
أترك لك الرد من نص كلام الإمام الغزالي نفسه متحدثًا عن الحضارة الغربية
تبين لى أنه ليس صحيحا أن الحضارة الأوروبية تنهار بمثل هذه السهولة أو تخفى فى مثل هذه المدة نتيجة حرب أو حربين فإن هذه الحضارة قامت بعد قرابة مائتى عام من اليقظة العقلية الجارفة وغارت جذورها فى بيئات الغرب إلى عمق بعيد فإن احترقت ثمارها يوما تجددت أغصانها وثمارها ما بقيت عوامل الحياة موفورة بتربتها وربما لم يزدها الحصاد المتكرر إلا نموا ومهما كان الحصاد شديدا فإن النمو بعده يكون شيطانيا عاتيا على أن الجوانب المادية لهذه الحضارة ليست شرا كلها وليس من مصلحة العالم الإتيان على كل معالمها أما مستقبل الشرق الإسلامى فهو برغم ما نؤمل ليس واضحا مشرقا ذلك أن طول الأمل وكثرة الانتظار لا يردان السواد بياضا فإن علل المسلمين التى أصيبوا بها كامنة بينهم كمونا غريبا
ويقول أيضًا
قلت لنفسى ما أحوج إلى المسلمين إلى من يعرفهم دينهم ثم فكرت مليا فإذا بى أقول بل ما أحوج المسلمين إلى من يعرفهم دنياهم قد يكون للوعظ بالدين موضع بين قوم انشغلوا بإتقان حياتهم وانكبوا على عاجل دنياهم فهم بحاجة إلى من يذكرهم بالله والدار الآخرة أما المسلمون فهم أحوج إلى من يعلمهم كيف يعيشون
ويقول
وأحسب أنه لو كان للتفوق الصناعى فى عهد
الصحابة الأولين من الخطر مثل ما له فى عصرنا هذا لعلمهم النبى صلى الله عليه وسلم إدارة الآلات كما يعلمهم السورة من القرآن
واقرأ إن شئت دعاية المسلمين لدينهم لن تقوم لها حجة ولن تكون لها وجاهة إلا إذا تغيرت أحوالنا العامة وبُدلت الأرض غير الأرض فإن جمهور الأجانب ليسوا فلاسفة حتى يفصلوا بين الدين وأصحابه وحتى يهضموا أن مبادئ الإسلام شىء وعمل الناس بها شىء آخر قد يناقضها تمام المناقضة وقد لا تكون صلته بالإسلام أوثق من صلة الكفر بالإيمان
br وأتفق مع الإمام الغزالي في طريقته في فهم الأمور
أما طريقتى أنا فى فهم الأمور فهى تلقى تسعة أعشار اللوم على النائم الغافل ولا تعنى بتوجيه العشر الباقى إلى الموقظ الشرس ذلك لأنى أقدر الفائدة التى تصيبنى من أعدائى وأنتفع بها فى تقويم عقلى وتدعيم شأنى ومن الخير لنا نحن أبناء العالم الإسلامى أن نراجع أنفسنا قبل أن نراجع غيرنا وأن نداوى أخطاءنا على عجل قبل أن نفكر فى الانتقام ممن نفذوا إلينا منها
br يقول الإمام الغزالي في مقدمة كتابه إن الاضطراب الشديد داخل الجبهة الإسلامية والغارة الشعواء على العالم الإسلامي جعلاني موزعاً بين الدفاع والهجوم
دفاع ضد أقوياء متربصين
وهجوم ضد أعوان بُله وانين متقاعسين
دفاع رجل يخشى أن يصاب من ظهره لأن المنتمين إلى الإسلام ينالون منه وكأنه عدو وهو الصديق الودود
وهجوم رجل يُعيِّر بجهالات غيره وهو يكافح فكرة العيش بلا دين
تلك الفكرة التي تزحف وسط أمواج دافقة من العلم المادي والحضارة المدنية
انظر إلى اختيارات الإمام الغزالي لقد اختار أن يهاجم من هم في صفه
br أعجبني هذا التعبير غش النية
br الكتاب في مجمله صفعة على وجه من نعاني منهم الآن ومن إدعائهم للإسلام أتمنى أن يقرأه الجميع
br
br