من أحكام المناسك

7  

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فقد بقيت مسائل الحج والعمرة وأحكامهما ملازمة للمؤلف الشيخ عبدالرحمن بن حماد العمر رحمه الله لأكثر من ستين سنة وهذا هو عدد المرات التي قام بها حاجاً لبيت الله الحرام كان آخرها حجة سنة 1436 هجرية وهي حجته الأخيرة التي سبقت وفاته بثلاثة أشهر تقريباً حيث توفي رحمه الله في الثاني من ربيع الأول لسنة 1437 من الهجرة النبوية كما يُضاف في سجلة مع الحج عدد أكبر من العمرات التي قام بها –رحمه الله
وقد هيأ ذلك له سانحة لمباشرة أحوال الحج والعمرة خلال ستة عقود مرَّ عليه خلالها الآلاف من مسائل وقضايا الحج والعمرة ارتبطت بزمانها وظروف الحج التي لازمتها وبشخوصها من الرجال والنساء وبتعدد جنسياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وعقائدهم ومذاهبهم الفقهية وبتفاوتهم في الاستقصاء والتشدد أو الاقتصار والتساهل
كل ذلك أحيا في وجدانه رحمه الله رغبة غامرة في جمع الناس ما أمكن على الأصوب والأيسر مما وافق الدليل من القرآن والسنة الصحيحة وظهر رجحانه ومناسبته لأحوال الحجاج والمعتمرين وفق أصنافهم وظروفهم وحاجاتهم
وفي سبيل سعيه –رحمه الله إلى ذلك لم يكن – حين تأليفه هذا الجزء من كتاب الإسلام بمعزل عن العلماء الكبار المحققين وعلى رأسهم ثلة من هيئة كبار العلماء وغيرهم ممن عرف بالرسوخ والتحقيق فقد عرض عليهم نسخاً من الكتاب متضمناً اختياراته الفقهية حول مسائل الحج والعمرة طالباً النظر فيها وإبداء الرأي بشأنها مقروناً بالدليل المعتبر في حال عدم الاتفاق معه وقد بين –رحمه الله ذلك المنهج في التأليف والتثبت في مقدمته لهذا الكتاب فيرجع لها
وقد زاد من قوة صلته بهذه المسائل والقضايا وسبره لها كونه معني بتعليمها والفتوى بشأنها إذ كان من العلماء المكلفين رسمياً من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمباشرة التعليم والفتوى والوعظ في الحج مستمراً على ذلك –رحمه الله إلى سنة حجه الأخيرة التي سبقت وفاته
وإحياءً لهذا العلم المهم الذي جاء بتوفيق الله نتاجاً لخبرة طويلة وممارسة عميقة في مجال الحج والعمرة ولصلته الوثيقة بحاجات الناس وأحوالهم تقوم مؤسسة الشيخ عبدالرحمن بن حماد العمر الوقفية بطباعته وتقديمه للناس تحقيقاً لرغبة المؤلف –رحمه الله في نشر ما بذل فيه وسعه وجهده وتثبته وتحقيقه ومدارسته مع أقرانه من العلماء وطلبة العلم لعل الله تعالى يحقق به ما هدف إليه من تعليم للناس وتيسير عليهم وهم يؤدون مناسكهم وأن يُجزل به له –رحمه الله الأجر والمثوبة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .



إقرا أيضاً