مراكز البحوث الأمريكية ودراسات الشرق الأوسط بعد 11 سبتمبر
وصف كتاب مراكز البحوث الأمريكية ودراسات الشرق الأوسط بعد 11 سبتمبر pdf تأليف هشام القروي
العالم كله منذ نهضته العلمية والصناعية قد ترك وراء ظهره التفكير المجرد المبني على المعلومات الذاتية والانطباعات الخاصة
وصار يؤسس تفكيره على عمليات استقراء واستقصاء لكل مايتعلق بالقضية محل البحث وتولت مراكز البحث عبء عمليات الاستقصاء والاستقراء هذه في كثير من الأحيان
ولأن أحد أهم مهام مراكز البحث العلمي المساهمة في تشكيل الإدراك على مستوى المجتمع وعلى مستوى صناع القرار والسياسات
الأمر الذي يعني أهمية رصد كيفية اشتغال هذه المهمة داخل مراكز البحث في المجتمع العربي
وفي المجتمعات الأخرى الإسرائيلي الأمريكي الأروبي التركي الإيراني ولأن مستوى اهتمام كل مجتمع بالبحث العلمي هو أحد معايير تقييم نهضته وتقدمه وتفكيره
كل شيء بدأ مع تصاعد الجدل بين المحافظين والليبراليين في عهد بوش الأبن حول دراسات الشرق الأوسط
كانت الصدمة التي أحدثتها في المجتمع الأمريكي عملية 11 سبتمبر قد جعلت العديد من الناس يتطلعون نحو خبراء الشرق الأوسط
متسائلين لماذا لم يتوقعوا ماحدث
ألم يكن بإمكانهم أن يحذرونا
وبأية حال فماهي فائدة هذه الدراسات إلخ
مع ذلك فحين يتتبع المرء مجريات النقاش عن كثب ما يلبث أن يدرك أن نوع المشاكل التي أثيرت يجعل من العسير جداً الحصول على أجوبة مقنعة بشكل منفصل
أي دون ربط ما حدث داخل الحرم الجامعي بأفكار وأشخاص في منظمات ومؤسسات أخرى مثل مراكز الأبحاث وشركات الإعلام الكبرى
ثم مايلبث أن يدرك أن هذه المنظمات الأخيرة نفسها ليست حقاً مستقلة كما يبدو لأول وهلة
وهكذا فإن منظومة الإنتاج الأكاديمي والإعلامي برمتها ترتبط ارتباطاً مباشراً وغير مباشراً بالبنية التحتية الاقتصادية والمالية الأوسع
ستبين هذه الدراسة بعون الله أن الإجابة على التساؤلات المطروحة في النقاش حول دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية دون ربطها بالأدوات البنيوية التي تسهم في تشكيل العقل الأمريكي وصنع السياسة الخارجية هو مجرد بتر للحقائق عن سياقها الطبيعي
وستبين هذه الدراسة كذلك أن تلك الأدوات البنيوية إنما تشكل في الواقع الأبواب الدوارة للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية