مذكرات وزراء الثورة الجزء الأول لـ د محمد الجوادي
عندما يكتب السياسي ذكرياته بعد فترة طويلة من زمن وقوعها فإن كتابته تصبح نوعا من التأليف الذي يقوم على التحليل ومن هنا يجب أن تخضع كتاباته لمناقشة والنقد وهذا ما قام به الصديق الدكتور محمد الجوادي في استعراضه لذكريات عشرة وزراء من وزراء ثورة يوليو 1952 أما لماذا اختار الجوادي هؤلاء العشرة دون غيرهم فأمر يستطيع القارئ النابه أن يكتشفه هل يريد أن يقدم صورة متوازنة من الشهادات بين المؤيدين والمعارضين بين الذين صنعوا الثورة والذين صنعتهم الثورة بين المستفيد من الثورة وبين المجروح منها إلى آخر هذه المقابلات بين الأضداد ربما ولعل اعتذار قارئ لذكريات الدكتور الجوادي في مقدمته لهؤلاء الوزراء العشرة عما قدمه من نقد وتعليق وتعقيب وتحليل وتصحيح وتحقيق يؤكد جانبا من مأزق الاعتماد على الذكريات في التعرف على الحقيقة وإدراك الحق حتى لقد أصبحنا أمام حقيقة لها عشرة أوجه لقد مارس الدكتور محمد الجوادي بعض النقد لما قرأ ورفض التصديق المطلق لكل ما هو مكتوب ولم بكن فاوست جيته بل كان لديه ما يقوم به اعوجاج طريق الذكريات عند بعض المتذكرين وحسنا فعل ولابد أن يفعل غيره حتى لا تترك مثل هذه الأعمال مطلقة السراح دون ضبطها بمعيار النقد الذي يصحح الكاتب ويعلم القارئ وتبقى الحقيقة الخالصة أملا منشودا يسعى إليه الباحثون