ما الذي يربط دمشق بباريس لـ ريتشارد دي تشيلفان

0  

في القرن الرابع عشر كان لابن تيمية نقد شامل ودقيق للمنطق الأرسطي وهو نقد يعبر عن رفض كل المحاولات العقلانية لتأويل القرآن وأحاديث السنة فهو مؤمن بأن القرآن وحي إلهي لا يطاله الشك ولا ريب فيه وبن تيمية يمثل نموذجا أساسيا لآراء المذهب السني مستندا إلى التمسك الشديد بالقرآن وبالسنة الصحيحة مؤمنا بأن هذه النصوص المقدسة تضم كافة التوجيهات الروحية والدينية اللازمة لإنقاذ المسلمين على الأرض وبعدالموت هذه الأطروحة تقدم تحليلا تاريخيا مقارنا لابن تيمية دمشقي المنشأ والراهب الأوروبي غريغوري أستاذ علم اللاهوت في باريس في إطار التراث الديني والفلسفي لكل منهما حيث نفض كل منهما أتباع المذهب الأرسطي في إثبات الوحي الإلهي في الديانة الإسلامية والديانة المسيحية على التوالي فقد كفلت حركات الترجمة التي انتقلت من بغداد إل طليطلة فيما بعد نقل الأعمال العلمية والفلسفية اليونانية إلى العالم الإسلامي في أثناء الخلافة العباسية وإلى العالم الأوروبي المسيحي في القرن الحادي عشر وبحلول القرن الرابع عشر كان لكل من التراث الإسلامي والتراث الأوروبي الديني تاريخ طويل من استيعاب منطق أرسطو حيث رفض كل من بن تيمية وغريغوري الريميني النظرية التي تقول بإمكانية استخدام التفسير المنطقي لإثبات العقيدة الدينية التي يطرحها القرآن والكتاب المقدس وقد نفض بن تيمية التفسير المنطقي بالكلية بينما قبل غريغوري بالاستخدام المشروط لهذه النظرية

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .