ليكن الله في عون الطفلة

0  

هذا الكتاب محفز ومحبط أيضًا لمن ابتلي بعشق اللغات وتعلمها كثيرًا ما يكون الدافع نحو تعلم اللغات اقتصاديًا فالبائع البسيط في الهند مثلًا وفي كل مكان لن يصرّف بضاعته ما لم يتعلم لغات الزبائن حاول الكاتب استقصاء قاسم مشترك يجمع مفرطي اللغات المتعددين كأن يكون الأمر متعلقًا بالدماغ وتشكيله لكن لم يعثر على دليل يجزم بوجود مثل هذا كان الجميع من هؤلاء المفرطين يؤكد على أهمية التدريب لكن كيف ينتقل الشخص من لغة إلى أخرى بسرعة كما فعل الأسطورة ميزوفانتي الذي فاق عدد اللغات التي يتقنها المئة وقد تعلم كثيرًا منها في ظرف أسبوعين في عيادته لجرحى الحرب واستماعه لترتيلهم للصلوات قد ظل سرًا الكتاب يملأ بالحماس والضآلة والإنهاك والحماس من جديد لتعلم اللغة هذا الكتاب يثبت إمكانية الإطاحة ببرج بابل الترجمة رصينة ومتقنة الرواية عن طفلة تولد سوداء في بيئة شديدة العداء والعنصرية؛ أسوأ ما يمكن أن يحدث لشخص هو أن يُحتقر ويُهان لا لأجل أفعال شنيعة أو سيئة ارتكبها بل لأنه ولد هكذا لا ذنب لأحد في ذاك لا الطفلة ولا والديها لا أحد على الأطلاق وحدهم أولئك الأوغاد الذين يعتقدون أن كونهم ولدوا ببشرة بيضاء أو أغنياء أو في بلدة ما دون غيرها يُعطيهم الحق في السخرية والتهكم عليهم بل ومحاولة التحكم في مصائرها وكأنهم عرائس ماريونت وليسوا اأشخاصًا يملكون حيواتهم الخاصة بين أيديهم أيّ صلف وغرور يجعل أحدهم يتباهى بصفة ليس له يد فيها لا أخلاق ولا نجاح ولا تلك الأشياء التي نبذل جهدًا للوصول إليها هي فقط أشياء وُلدنا بها هكذا قصة الرواية كان يمكن لها أن تكون من أعظم ما كُتب وما قرأت إلى الآن لو أنها أوضحت معاناة الطفلة طريق كفاحها اصرارها على إثبات نفسها على الرغم من رفض الآخرين لها الاستماتة في النجاح ثم الاستماتة في النجاح في المقابل ماذا قدمت الرواية حقًا قدمت قصة ركيكة لفتاة هجرها حبيبها ثم ذهبت للبحث عنه قصة ركيكة لفتاة ناجحة في عالم الأزياء والموضة والجمال وتترك منصبها لكي تذهب للبحث عن رجل لم يدخل في حياتها بأسباب عقلانية وقد تركها أيضًا كذلك بلا أسباب عقلانية صراحة أنا لا احترم تلك الأنواع من النجاح لا سيما ذلك الذي يعتمد بشكل ما على جسد المرأة ومظهرها وجمالها أكثر بكثير من عقلها فإذا أرادت أحداهن سوداء كانت أم بيضاء أن تُثبت للعالم نجاحها وكفاحها بجسدها فقط فقد سبقها الكثيرات رواية –كأغلب روايات الأدب الأمريكي خفيفة مستهترة تصلح للمُرفهين وليسوا أولئك الذين يحاربون الحياة أمثالنا ويواجهون سوئها وقُبحها بالأدب

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .