ليالي السيد
عمدة أي كتابةٍ روائية متقنة أمران اللغة الجيدة المتماسكة والحكاية الخاصة التي يشكلها صاحبها فلا تتفلت من بين يديه وكنت أعلم أن أحمد جاد يمتلك لغةً خاصة ومميزة قادرة على التشكِّل بسهولة بين يديه وفقًا لما يصوغه خلالها من حكايات فلم يبق لي إلا اكتشاف حكاية ليالي السيّد هنا عالم يدور حول ضريح سيد من السادة وليٍ من الأولياء الذين يقيم الناس عليه وحوله آمالهم ويتبركون ببركته ويلتفون حول ضريحه سائلين الله أن يحقق أحلامهم ورغباتهم بيد أن الرواية تأخذ من ليالي السيد زمانيًا ومكانيًا حدثًا لتدير شخصياتها حوله ولتعرفنا من خلالها على تلك الأحلام البسيطة التي يحلم بها هؤلاء البسطاء وعلى الرغم من بساطة الحكاية وإمكانية اختزالها في قصة قصيرة إلا أن براعة الكاتب تمثلت هنا فيما أرى في قدرته على توظيف كل عناصر المكان وشخصياته لبناء عالم روائي متماسك حريص على إثراءه بالتفاصيل التي تتضافر لتجعلك واحدًا من هذا العالم وتشعر أنك بينهم ترى أحلامهم وتجزع لمصائرهم ومآلهم وهكذا لا يبدو عالم ليالي السيد غريبًا عن طبيعة القرى المصرية إذ هناك رجلٌ غائب وآخر يحلم بالزواج من أخته تلك الأخت التي يفترض أنها ستزف عروسة لآخر وبين هذه وتلك هناك أخ آخر يحلم بالمجد والثراء السهل من خلال التنقيب عن الآثار وبيعها أعجبني في طريقة البناء تقسيم الرواية على فصول قصيرة يتناوب فيها الحديث عن أحد أبطال الرواية تجدر الإشارة إلى أن رواية ليالي السيد هي الرواية الأولى لأحمد جاد الكريم وننتظر منه روايات أخرى كثيرة