لغة الخطاب الدعوي لـ د بشير عبد الله المساري
هذا الكتاب دعوة لمراجعة لغة الخطاب الدعوى في ضوء الوحي الإلهي في الكتاب والسنة وأساليبه وتنوعاته بما يلائم مقتضى الحال وبيان دور اللغة العربية التي تعتبر الوسيلة الأهم في الخطاب الدعوي كأداة تفاعل وتفاهم وتعاون وقدرتها التعبيرية وأساليبها المتنوعة وبيانها المشرق عن القيم الشعورية فاللغة بكل مكوناتها ومفرداتها ومترادفاتها وتنوع ضمائرها مجال رحب لسياحة الفكر وحركة العقل وصياغة الأسلوب المناسب فهي رافعة التفكير ومحرك العقل وآسر القلوب ومفتاح الشخصية؛ ولعل العربية وعاء الرسالة الخاتمة بما تمتلك من خصائص وميزات تقدم لكل إنسان في كل زمان ومكان من الإمكانات الكبيرة ما يجعلها الوسيلة الأهم للخطاب فالقرآن كتاب العربية الخالد ولسانها المعجز هو خطاب الدعوة ووسيلتها المؤثرة على مر العصور؛ والجهاد بالقرآن من أعلى أنواع الجهاد؛ لقد كانت وسيلة الدعوة والمجاهدة تقتصر على تلاوة القرآن على تجمعات الناس؛ وكان الخوف من أثر القرآن في التغيير يدفع الكفار إلى التشويش والشغب واللغو ويبقى الخطاب اللغوي الدعوي بشكل خاص والخطاب الدعوي بشكل عام ملفا مفتوحا قابلا للمراجعة والتقويم والإبداع وترقية الأداء كما يبقى الوحي الإلهي في الكتاب والسنة والسيرة مصدر الدعوة الأول محل الارتكاز ومجالا لاكتشاف أبعاد الخطاب وأنواعه وأجناسه ومحل الاقتداء بالأنبياء واستلهام تجربتهم في التعامل مع المجتمعات في أعمارها الحضارية المتعددة