لصوص رفحا وثورتنا المغدورة في 1991
في آب 1990 قام جيش صدام باحتلال الكويت وفي شباط 1991 أي بعد ستة أشهر تقريبا جرى إخراج هذا الجيش من الكويت بالقوة وتكبيده خسائر هائلة يذكر مشاهد الدمار المفجعة فيها كل من عاش تلك الأيام بلوعة واحتراق وحسرة وألم لن تخفف منها الأيام
لكن انكسار الجيش كان أيضاً بشارة ثورة شعبية عارمة اكتسحت كل مدن العراق وكان الشعب هو سيد المبادرة بقيادة الجنود العائدين مهزومين من حدود الكويت نحو المدن وكان أول ما استهدفوه بقذائف دباباتهم وحقدهم الدفين صور صدام الضخمة في مداخل المدن ورموز السلطة البعثية ومقراتها ومراكز قوتها وانهارت سلطة البعث تماما لكن الجماهير ظلت بلا قيادة موحدة وبلا برنامج واضح معلن وكانت التطورات بالغة السرعة يصعب اللحاق بها
وبلغ من جموح الثورة الشعبية وجبروتها انها اكتسحت كل محافظات العراق ومدنه خلال أيام قليلة ووصلت الى أطراف بغداد الجنوبية حيث زحفت نحوها قوة من الثوار قدرتها وكالات الانباء العالمية بحوالي 120 130 ألف شخص وتواردت عبر وسائل الاعلام العالمية اخبار استعجال صدام وجلاوزته الهرب الى الجزائر أو غيرها من بدائل المنافي التي كانت تتقلص أمامه كل لحظة