قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم دراسة أدبية لـ محمد رشدي عبيد
إن انتظام المعاني الجميلة في القرآن الكريم وتساوقها ضمن تصاميم تعبيرية تتسم بالعذوبة والحيوية والرشاقة يشير بكل جلاء إلى حكمة ربانية بديعة؛ ذلك أن الإنسان المخاطب بالقرآن وبكل بيان تستهويه الرقة وتبهج أحاسيسه أشكال التناغم في التعبير والتصوير والإيقاع بالقدر نفسه الذي يرتاح به عقله الى الدقة والجدة والمتانة والتوافق التصميمي في الأفكار والمضامين وهذا الأسلوب القرآني الذي يقنع العقل كما يمتع الإحساس ويلطف الشعور ويسوق الحقائق الكبرى الغيبية كما ينقل الصور الكونية والحياتية المرئية بلغة الجمال الأدبي الجذاب وينشئ ف العقل اليقين الفكري ويملؤه معرفة كما يثير في الشعور شتى الأحاسيس الإيجابية الملونة إعجابا وجذلا ودهشة وتطلعا واستشرافا ورغبة ورجاء وخوفا وندما وجمالا واستحسانا وروعة دون أن يطغى امتداد الفكر على خضرة الشعور وحيويته وخصبه أو ينفصل الحس وينفلت من شبكة القناعات الإيمانية والفكرية والأخلاقية الرشيدة هذا الأسلوب القرآني المبدع؛ مضافا إليه الأسلوب النبوي الجميل