في البدء كانت الكلمة

17  

الكلمة التي تنطلق من أفواهنا أحياناً تقتل كما تقتل الرصاصة المنطلقة من فوهة مسدس هل نفكر قبل أن نتحدث مع الآخرين هل ننتقي كلماتنا باهتمام عندما نكتب للآخرين عندما نعاتبهم عندما نحبهم عندما نحتج عليهم
ولأهمية الكلمة فقد ذكرها الله تعالى في قرانه وأكد على أهميتها حيث قال ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبة كشجرةٍ طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون سورة إبراهيم 24 25
الكلمة سلاح خطير يجب أن نتعامل معها بكل عناية وحذر حتى لا نقتل أحداً ما أو نتسبب له بضرر بالغ أو إعاقة نفسية مزمنة هل لنا أن نتحكم ونراقب مسدسات أفواهنا و أقلامنا حتى لا تنطلق منها كلمه قاتله وإن لم تقتل فلا بد أنها تجرح بعمق فكم يقتل الصمت فينا من أشياء ولكن ما يقتله الكلام أكثر
لن نخسر شيئاً حين نقول كلمه و نخسر كثيراً حين تفلت منا كلمه جارحه تحطم قلب وتؤذي نفس وتترك بصمه مؤلمه بالذاكرة ومخزون قاسي من الذكريات الحزينة
هل نتمهل قبل الشروع بالقتل بكلماتنا
هل نتمهل قبل أن نشهر سيوف حروفنا
هذا الكتاب هو عصارة حياة عشتها اجمع فيها أجمل الكلمات وأدونها في قلبي ووجداني حالما بيوم تنشر فيه ليتعلم كل من يقرأها سر من أسرار الكلمة
كلمات كلمات كلمات و ما أكثرها
منها ما هو سماوي و آخر أرضي
كلمات ساخنة و أخرى باردة
منها ما هو للشفاء و منها ما يفقأ الجراح
بعضها يشجّع و بعضها يحبِط
في مفرداتها ما هو للقتل و في أخريات ما هو للخلق
كم من دماء سالت من حروفها و كم من نِعمِ فاضت منها
كلمات تميت و أخرى تحيي
كلمات تبقى إرثا للأجيال و أخرى يمحوها الزمن برحيل أصحابها
كلمات تجمع و أخرى تفرّق
كلمات تشعل حروبا و أخرى تطفئها
كلمات صدق و كلمات رياء
كلمات تبني أجيالا و أخرى تدمرها
كلمات تربي بشرا و أخرى تخلق وحوشا

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .