فن الرسم عند الأطفال جمالياته ومراحل تطوره لـ سوسن عصفور
يسد هذا الكتاب فراغا تشكو منه المكتبة العربية فهو يدرس فن الرسم عند الأطفال دراسة منهجية تقوم على متابعة يومية على مدى عشر سنوات لعينة مختارة تتألف من عدد محدود من الأطفال أنتجوا آلاف الرسوم الفطرية وتستند منهجية الدراسة إلى المنهجية التي اتبعها الباحث الفرنسي جان بياجيه عندما توصل إلى نموذج التطور المعرفي لدى الأطفال فكان يعتمد في دراساته على قضاء ساعات طويلة مع عدد قليل من الأطفال فقد أدرك مثل فرويد وغيره من علماء النفس قصور المنهج السلوكي الذي يعتمد على دراسة عدد كبير من الأفراد المجهولين لأنه يخفي في طياته ميولا اختزالية تسئ تقدير قدراتهم العقلية الحقيقية غير أن المؤلفة وجدت أن نموذج جان بياجيه بحاجة إلى تطوير لأنه لا يصلح لتتبع الموهبة الفنية لدى الأطفال فالمراحل فيه محدودة ولا تنصف الأطفال المثابرين على الرسم لذا فإنها تتبعت النمو الفني للأطفال تتبعا دقيقا عبر مراحل ست تبدأ بمرحلة الخربشة قبل الثالثة من العمر فالرسم الرمزي وظهور ما يسمى بالواقعية الذهنية حتى سن الرابعة فتطور الواقعية الذهنية وبدء التلوين الغرائبي حتى سن السادسة فالرسم الذهني وظهور الواقعية البصرية حتى سن الثامنة فالرسم الذهني والبصري ظهور البعد الثالث حتى سن العاشرة لتصل إلى مرحلة أفول الفن الطفولي وظهور الرسم الواقعي والميل إلى التقليد والنقل بعد العاشرة وواكبت المؤلفة في تحليلاتها احدث التطورات في مجال دراسة فن الأطفال بالإفادة من المراجع الأجنبية الحديثة لكن المادة الفنية للدراسة تتكون من رسوم أطفال عرب يرسمون بيئتهم بما فيها من أحداث جميلة كاحتفالات قطر بعيدها الوطني وأحداث دامية كأحداث غزة ويدرج الكتاب رسوما كثيرة تساعد على تذوق فن الأطفال وتؤكد خصائصه بصريا وتبين أن ثمة علاقة جمالية أساسية بينه وبين الفن الحديث فقد بدأت ثورة الفن الحديث بمحاولات فنانين كبار تقليد الظواهر الجاذبة في فن الأطفال أملا في ولوج عالم اللاوعي والأحلام بيسر مثلهم