صفعة إذلال لترهات أيلال

6  

فإني أومن يقينا أن مثلي ليس أهلا لاقتحام الميدان ولا ذا وجاهة علمية ومنزلة علية فليست لي العدة المطلوبة لخوض مثل هذه الأمواج ولكن نظرا لأن من لهم الأهلية لذلك تواروا أو استنكفوا عن تلويث ألسنتهم وأقلامهم بمثل هذه النبحات وقد يكون معهم حق في ذلك فتدخلهم هو ما يريده أولئك السفهاء ليزيدو إشهارا لأراجيفهم وتضخيما ل خدودهم ولعلهم طبقوا مقاله الشاعر ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا * لأصبح الحجر مثقالا بدرهم ومن قول أحد السلف أميتوا الباطل بعدم ذكره بيد أن أغلب عوام المسلمين من الشباب والشيوخ ومن طلبة العلم أيضا مثلي لا يملكون من العلم والمعرفة ما يمكنهم من الثبات والتحمل أمام مثل هذه السحابات والتي وإن كانت عابرة فلابد أن تترك في بعض النفوس أسئلة واستفهامات قد تزعزع ثقة المسلم بثوابته ومقدساته خاصة أن مثل هذه الأسئلة طالما تتردد إذن فأين العلماء هل أفحموهم ما دورهم رغم أن تدخلاتهم لا تمت إلى العلم والبحث العلمي بصلة فما هي إلا سبٌّ وتعيير وهمز ولمزٌ وتكفير وحُمقٌ و إيهامٌ وتلبيسٌ يضاف إلى ذلك عصابة الغلمان العلمانية التي استولت على جل الصحف والجرائد فتراها تبث سمومها صباحا ومساء للتشهير والتبجيل من جهة وللترهيب والتخجيل من جهة أخرى  كان كل هذا حافزا لي  أن أفكر في وضع هذه الصفحات لطلبة العلم مثلي وللشباب التائهين والمشدوهين بشُبهاتهم وهي كلها أراجيف وأُغلُوطات ليعلموا أن الحق أبلج والباطل لجلج وأن الحق يتوارى ولكن لا يتيه فللباطل جولة وللحق صولة
وسيدرك القارئ المنصف وهن بيوت العلمانيين وشبهاتهم  وسيرى كيف تهاوت شبهات أيلال ومن يدفعه  ومزاعمهم الواحدة تلو الأخرى و ما بني عللا باطل فهو باطل
إنَّ هذا النَّمطَ الجديدَ القديم المتكرر المستمر من الطعن والهمز والتلبيس عشناه وتعودنا عليه وألفناه من بعضِ المفكِّرين المطموسين من الحداثيين المعاصرين ممن تربى على إكبار الدخيل وتزكية العميل وكُفران العشير قرآنا وسُنةً وتراثا وتاريخا وحضارةً وقيِمًا وفكرا نضع هذه الصفحات دفاعا عن الإمام البخاريِّ كشخصية خلدها التاريخ بأعمالها وإخلاصها دفاعا عن البخاري راويا وجامعا لأقوال خير الأنام  لا تقديسا ففي البخاريُّ هويتنا وانتمائنا وأصالتنا ويحفظها لنا وغيرُه هو مَنْ يقاتِل تحتَ أسماء مشبُوهة وأعلامٍ مدْخُولة تزلفا للغرب وتقرُّبا وأخذا بأهداب الحضارة الجديدة المزيفة وأنى لهم أن يصلوا إلى تلاميذ تلاميذ البخاري إن الفرق بينه وبين أولئك الأئمة الأعلام كالفرق بين السَّمَا والعَمَى أو بين الياقوت والحجر أو بين الماء العذب الفرات وماء المجارى المنتن
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل 
و إن من حكمة الله أن يبتلي عباده بأعداء من جنسهم يشككونهم و يُلبسون عليهم و يقدحون في دينهم و يعيبونهم بالجمود و التأخر و الرجعية كما يعيبون دينهم بما هو بريئ منه بما يروجونه من شبه و تضليلات و كثيراً ما يسددون سهامهم إلى أصل من أصول الدين كالحديث النبوي فيلقون في ذلك الشبه و يولدون الشكوك خداعاً للطغام و صرفاً لضعفاء العقول و الأفكار عما فيه سعادتهم و هدايتهم إلى الطريق المستقيم
إنهم فريق التحف الإسلام وتبطَّن الكفر يحمل بين فكيه لساناً مسلماً وبين جنبيه قلباً كافراً مظلماً يحرص كل الحرص على أن يطفئ نور الإسلام ويهدم عز المسلمين فلم يجد أعوان له على هذا الغرض السئ من أن يتناول القرآن بالتحريف والتبديل والتأويل الفاسد الذى لا يقوم على أساس من الدين ولا يستند إلى أصل من اللغة ولا يرتكز على دليل من العقل
إنه  ليس من السهل بمكان الإحاطة بكل ما في صفحات هذا الشخص والرد عليها فقد استسهلت ذلك من بداية الأمر وما إن توسطت الكتاب أو قبله بكثير حتى وجدت أن الأمر أصعب مما أتصور ذلك أن الكاتب وبما أنه ينقل من الروابط والصفحات والمواقع والمنتديات تراه يختلط بين الفصول والأبواب فتراه يخصص بابا لانتقاد علم الحديث وآخر قبله لانتقاد طريقة تدوينه وآخر لمشروعية التدوين وآخر للطعن في رجاله وآخر للقدح في الصحابة أنفسهم وما تكاد تنهي موضوعا من جهة حتى يعيده بأسلوب آخر وبادعات أخرى تيهان ودوران 
فهو أشبه بكلام سوقي لا بداية له ولا نهاية ولا نظام ولا
إن الكتاب كله قدح وطعن وتنقيص واتهام لمقام العلماء المخلصين والصحابة المطهرين بل للوحي وصاحبه نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى ثم يتظاهر الزنادقة المأجورون بالتعقل والحلم ويدعون إلى الحوار العلمي الهادئ ويستنكرون السب والشتم ويتظاهرون بالمظلومية ويمثلون دور الضحية
قصة رجل اختير ليكون معول هدم

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .