شعر ثقيف حتى نهاية العصر الأموي لـ إسلام ماهر فرج عمارة
لم ينل شعراء قبيلة ثقف حقهم من جانب الباحثين والدارسين لا في جمع أشعارهم ولا في دراستها دراسة شاملة كما هو شأن سائر شعراء القبائل فما زلت أبيات الشعراء الثقفيين متناثرة متفرقة ومقطعاتهم مبعثرة ولا ريب في أن إعادة جمع ما تناثر من أشعار القبائل العربية ومنها قبيلة ثقيف وتحقيقها ودراستها والقيام عليها من أهم ما ينبغي أن يعني به دارسو الأدب العربي القديم؛ ذلك أن الشعر يعد رافدا أصيلا من روافد تراثنا الثقافي والوجداني وفي بعثه استجلاء لآفاق الوجدان والفكر والحضارة في تاريخ الأمة ثم إنه يعطي صورة واضحة المعالم عن حياة العرب وما وصلوا إليه في شتى مناحي حياتهم وبما أن ثقيف من أفصح القبائل العربية لسانا وأفضلها بيانا واجودها شعرا وأتقنها لغة وأن لغتها إحدى اللغات السبع التي نزل القرآن بها؛ فقد تواضع أهل اللغة في القرون الأولى على أن أشعر أهل المدن يثرب ثم عبد القيس ثم ثقيف وذلك مما يؤكد جودة شعر ثقيف ومكانه اللسان الثقفي الذي ينطلق عن سليقة عفوا بلا عناء