سيرة أبي بكر الصديق شخصيته وعصره

5  

كتاب سيرة أبي بكر الصديق شخصيته وعصره – علي محمد الصلابي وكان آخر ما تكلم به الصيق في هذة الدنيا هو قول الله تعالى تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ رضي الله عنه و أرضاه وارتجّت المدينة لوفاة أبي بكر الصديق و لم تر المدينة منذ وفاة رسول الله يومًا أكثر باكيًا و باكيةً من ذلك المساء الحزين و أقبل عليّ بن أبي طالب مسرعًا باكيًا مُسترجعًا و وقف على البيت الذي فيه أبو بكر فقال رحمك الله يا أبا بكر كنت إِلف رسول الله و أنسيه و مُستراحه و ثقته و موضع سره و مشاورته و كنت أول القوم إسلامًا و أخلصهم يقينًا و أشدهم لله يقينًا و أخوفهم لله و أعظمهم غناء في دين الله عز و جل و أحوطهم على رسول الله صلى الله عليه و سلم و أحدبهم على الإسلام و أحسنهم صحبة و أكثرهم مناقب و أفضلهم سوابق و أرفعهم درجة و أقربهم وسيلة و أشبههم برسول الله هديًا و سمتًا و أشرفهم منزلة و أرفعهم عنده و أكرمهم عليه فجزاك الله عن رسول الله و عن الإسلام أفضل الجزاء صدَّقت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كذَّبه الناس و كنت عنده بمنزلة السمع و البصر سمَّاك الله في تنزيله صِدِّيقا فقال وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ واسيته حين بخلوا و قمت معه على المكاره حين قعدوا و صحبته في الشدة أكرم صحبة ثاني إثنين صاحبه فى الغار و المُنَزَّل عليه السكينة و رفيقه فى الهجرة و خليفته فى دين الله و أمته أحسن الخلافة حين ارتدوا فقمت بالأمر كما لم يقم به خليفة نبي و نهضت حين وهن أصحابه و برزت حين استكانوا و قويت حين ضعفوا و لزمت منهج رسول الله إذ وهنوا و كنت كما قال رسول الله ضعيفًا في بدنك قويًا في أمر الله تعالى متواضعًا في نفسك عظيمًا عند الله تعالى جليلًا فى أعين الناس كبيرًا فى أنفسهم لم يكن لأحدهم فيك مغمز ولا لقائل فيك مهمز ولا لمخلوق عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ بحقه القريب و البعيد عنك في ذلك سواء و أقرب الناس عندك أطوعهم لله عز و جل و أتقاهم شأنك الحق و الصدق و الرفق قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم و عزم اعتدل بك الدين و قوي بك الإيمان و ظهر أمر الله فسبقت –والله سبقًا بعيدًا و أتعبت من بعدك إتعابًا شديدًا و فزت بالخير فوزًا مبينًا فإنَّا لله و إنَّا إليه راجعون رضينا عن الله عز و جل قضاءه و سلمنا لأمره والله لن يُصاب المسلمون بعد رسول الله بمثلك أبدًا كنت للدين عزًا و حرزًا و كهفًا فألحقك الله عز و جل بنبيك محمد صلى الله عليه و سلم ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك قال الشاعر أبي محمد عبد الله القحطاني الأندلسي قل إن خير الأنبياء محمد و أجلُّ مَن يمشي على الكُثبان و أجلُّ صحب الرسل صحب محمد و كذاك أفضل صحبه العمران رجلان قد خُلقا لنصر محمد بدمي و نفسي ذانك الرجلان فهما اللذان تظاهرا لنبينا في نصره و هما له صهران بنتاهما أسنى نساء نبينا و هما له بالوحي صاحبتان و أبواهما أسنى صحابة أحمد يا حبَّذا الأبوان و البنتان و هما وزيراه اللذان هما هما لفضائل الأعمال مستقبان و هما لأحمد ناظراه و سمعه و بقربه فى القبر مضجعان كانا على الإسلام أشفق أهله و هما لدين محمد جبلان أصفاهما أقواهما أخشاهما أتقاهما فى السر و الإعلان أسناهما أزكاهما أعلاهما أوفاهما في الوزن و الرُّجحان صِدِّيق أحمد صاحب الغار الذي هو فى المغارة و النبي إثنان أعني أبا بكر الذي لم يختلف من شرعنا فى فضله رجلان هو شيخ أصحاب النبي و خيرهم و إمامهم حقّا بلا بُطلان و أبو المطهرة التي تنزيهها قد جاءنا فى النور و الفرقان العمران يقصد بهما الشاعر أبو بكر و عمر رضي الله عنهما  

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .