سلمي
سلمى وقصة ووقفات ينسحب فيه الزمان إلى هذا المكان ومهارة قصيبية في ولوج التاريخ والعودة منه إلى الحاضر وفي استحضار أحداث تاريخية هامة ومدهما بنسغ الحاضر الحافل بمأساة ذاك الحدث الزمني الماضي وسلمى تلك الشخصية التي أدّت بكل إخلاص ما أراده منها القصيبي حملت هموم الحاضر العربي وحفظت أخطاء ماضيه وحلمت بعودة إلى ذاك الماضي علّها تضع اليد على سبب تلك الزلاّت التي أدمت قلب العربي في ماضيه كما في حاضره في محاولة لإصلاحها ولو من خلال الخيال
يتفتل القصيبي من خلال سلمى بين الماضي والحاضر يقف عند زمن عبد الناصر ويوغل أكثر متوقفاً عند أيام العرب في الأندلس وعند المتنبي وعند سقوط بغداد وعند أحمد شوقي تلك المحطات تندفع من خلال مؤشر راديو سلمى الذي مثّل للقصيبي نافذة ينطلق منها خياله عبر عوالم ليعود إليه بخيوطٍ تتشابك فيها الأدبيات بالسياسة والاجتماعية بالوجدانيات وبالكثير من مسحات القصيبي التي لا تضل طريقها إلى مشاعر القارئ وإحساساته وعقله