سر تأخر العرب والمسلمين لمحمد الغزالي

9  

كتاب سر تأخر العرب والمسلمين pdf لمحمد الغزالي
بدأ الشيخ رحمه الله كتابه بالحديث عن بداية السقوط و أسبابه لدى العرب و المسلمين فتحدث عن أنه بعد أن كان ثوب الخلافة الراشدة الأبيض الرائع هو المسيطر على مقاليد الحكم و مرت فيه على الأمة الإسلامية فترة هى أزهى فتراتها على الإطلاق و أجمل صورة رُسمت للحكم الإسلامى بعد النبوة إلا أن العرب –بعد أن إنطفأ قنديل الخلافة الراشدة عادوا إلى ما كان منهم سابقا من الإعتداد بالأنساب و القبيلة العربية فأدى ذلك إلى استبداد الحكم و سقوط القدرة على الحكم من معايير اختيار الحاكم و بالتالى سقوطها من كل المناصب بالتدريج فأصبحنا نرى المحاباة و التملق و فى النهاية وصلت الأمور إلى إطلاق اليد فى المال العام خلافة غير راشدة و يقصد الشيخ هنا أواخر الأموية و العباسية و العثمانية
ثم إنتقل الشيخ بعد ذلك إلى داء آخر و هو تقاليد الجاهلية التى حلت محل التقاليد الإسلامية فمنها تجهيل و إزدراء المرأة –و الإسلام من هذا الظلم براء و ما عانته المرأة و مازالت تعانيه من هذة التقاليد الفاسدة فتارة منعها من التعليم و تارة منعها من الصلاة فى المسجد و تارة لا ترى أحد ولا يراها أحد و الموال طويل فى العذابات التى قاستها المرأة نتيجة تلك التقاليد الجاهلية و ينتقل الشيخ بعد بيان هذة المظالم إلى الحل لها فيرى أن الحل هو فى غربلة التقاليد و التمسك فقط بتلك التى تنتمى للدين و على حسب درجة إرتباطها بالدين يكون التمسك بها
ثم انتقل إلى قضايا أخرى معاصرة تحتاج إلى تفكير عميق و إجتهاد جديد مثل قضايا الحكم و تحدث عن النظر إلى التجارب السابقة فنأخذ منها المنافع و نترك المضار
ثم تحدث عن أثر الصراع على السلطة الذى تحدث عنه آنفا و أثره على إهمال الدعوة للإسلام و يقصد بها الدعوة المؤسسية أو أجهزة الدعوة الرسمية بغض النظر عن الدعوة الفردية و دعوة التجار و العلماء و قد بدأ هذا الصراع و هذا الإهمال فى عهد الأمويين ثم العباسيين ثم العثمانيين الأتراك الذين رفضوا أن يتعربوا أو أن يستعينوا بالعلماء العرب لنشر الإسلام
و انتقل بعدها للحديث عن قصور الحكام فى الإهتمام بالعلم و تنقيحه و ما يصل إلى العامة فبعد أن كان الخلفاء الراشدين يراقبون عن كثب العلم و المتحدثين به و وعاظ المساجد و إبعاد الجهال منهم و ترك المجال للعلماء الحقيقيين نجد أنه فى تلك العصور بدأ يصل بعض العلم المغلوط إلى العامة بالإضافة إلى بدء حركة التخلي عن الأصول التى نملكها و التوجه إلى ترجمة الفلسفة الأجنبية و العلم الأجنبي الذي يتميز بفقدانه للمعنى الروحى و الإضطراب فى الوسائل و الغايات و ظهور منهج العلم من أجل العلم و الثقافة من أجل الثقافة و تحدث الشيخ عن أن الإسلام وحده فقط يمكن أن يقدم للعالم أغلى هدية و هي المعنى الروحي
ثم تحدث الشيخ بعد ذلك عن العلم المغشوش و يقصد به اتجاه بعض الجماعات المعاصرة إلى التمسك برأى واحد و التعصب له بدعوى السلفية و اتباع السلف فى حين أنهم يضيقون الواسع و ينكرون باقى الآراء على ما قد يكون لها من الصحة و على ما قد يعترى آراءهم من الخطأ و أورثهم ذلك قصورا فى النظرة الشاملة العامة لمضمون الإسلام و روحه و حصرها فى مجرد ظاهريات كتقصير الثوب و إطالة اللحية و استخدام السواك و لا ينكر الشيخ عليهم أهمية هذة الأمور فهي من الدين و لكنها ليست هى كل الدين و بالطبع هى ليست لب الدين
ثم تحدث عن الحد الأدنى الذي يجب أن يتحلى به كل مسلم من الإيمان و عدّدها فى ثمانية عناصر هى
1خشية الله
2رجاء الله
3 4 الصبر و الشكر
5توفير الأسباب
6حب الله
7ذكر الله
8التوبة
ثم تحدث عن دور القيادة و الحكم فى تهيئة بيئة مناسبة لحياة المسلم و ضبط جانبها الأخلاقي و الإجتماعى و أكّد على ضرورة أن تتبنى القيادة هذة المهمة و ألا تتركها لمهمة الأفراد أو للصدفة فهذا أحفظ لها و أكثر فائدة و نفع للأمة بأكملها على أن يكون أمرها لأفراد قد يوجدوا فى وقت ولا يوجدوا فى وقت آخر
و تحدث عن أهمية الأخذ بالعلوم الدنياوية كأهمية الأخذ بالعلوم الدينية فإن الإسلام دين و دنيا و بدون العلوم الدنياوية يأخذنا أعداؤنا من حيث لا ندري و يهزموننا مع أن الحق فى أيدينا و لكن لأننا فرطنا فى العلم الذي نتمكن به من صنع سلاح نرد به كيدهم و تحدث عن أثر تركنا لهذة العلوم و عدم إبداعنا فيها و تسبب ذلك فى نظر الأمم المتقدمة لنا نظرة إستخفاف و استهتار و سقطت هيبتنا من نفوسهم و تجرأوا علينا و على أراضينا بل و على ديننا و جعل الشيخ تعلم العلوم الدنياوية فرض و تركها ذنب و قد قال على حد تعبيره
إن كل علم يطوى مسافة هذا التخلف هو من أركان الدين و فرائض العبادات العينية و الكفائية و هو أولى من نوافل العبادة و مسائل الخلاف التى برع فيها الفارغون و اشتغل بها المتنطعون
ثم إنتقل الشيخ بعد ذلك إلى مجال أوسع و هو دور الأمة فى نقل رسالة الإسلام العالمية إلى سائر البشر و بيّن أن صحابة الرسول رضوان الله عليهم قاموا بهذة المهمة على الوجه الأكمل ثم تابع التبليغ من بعدهم رجال أفاضل ساروا على نهجهم و لكن بمرور الزمن قلّ الرجال و تبدل المنهج و تشوهت رسالة الإسلام الطاهرة سواء من المعادين لها أو الناقلين لها بقلة علمهم و سوء تبليغهم و بيّن الشيخ أن مهمة تبليغ هذة الرسالة العالمية تقع على عاتق العلماء الأفاضل الذين ينبغى عليهم أن يرفعوا شعلة الإسلام النيرة ليستضيئ بها الواقعون فى ظلام الجهل و الخرافة و الديانات الفاسدة و أن هناك شروط ينبغى توفرها فيمن يبلغون الدعوة لأن هناك أنصاف علماء قرأوا قراءات مبتورة فأضروا أنفسهم و أضروا غيرهم بل و أضروا الإسلام بنقص علمهم و عدم رسوخ أقدامهم
ثم انتقل الشيخ للحديث عن التدليس الموجود فى المناهج التعليمية المقررة لبعض الدول الإسلامية و بيان ما فيها من أخطاء مقصودة أو غير مقصودة إلا أن ضررها ثابت حاصل على كل حال و انتقل بعدها للحديث عن أكبر آثار هذا الخلل فى المناهج و هو موجة الإلحاد التى شاعت فى المجتمعات الإسلامية و أننا بأيدينا سمحنا لهذة الموجة أن تهب على بلادنا و شبابنا ثم تحدث عن مسئوليتنا تجاه مقاومة هذا الإلحاد و محاربته بالعلم و الحجة و البرهان و الإقناع
ثم إنتقل الشيخ رحمه الله إلى الجرح الدامي و الذكريات الأليمة لتلك الهجمات التى شنّها المعادون على الإسلام و أهله فذكر منها جوانب عديدة منها هجمات عسكرية كالحملات الصليبية على القدس و كحرب افغانستان و كالقضية الفلسطينية و إحتلال اليهود لفلسطين و احتلال فرنسا للجزائر و منها ثقافية و فكرية مثل تشويه الإسلام فى الأفلام السينيمائية و المجلات و غيرها و مثل إهمال الإنتاج الأدبي الإسلامي كالقصائد و الأشعار الإسلامية الرائعة من المناهج التعليمية فى الدول الإسلامية و غيرها الكثير من وجوه الهجوم الضاري على الإسلام و شريعته و جهاده المبين بغية القضاء عليه و إزالته من الوجود
ثم ختم الشيخ كتابه بفصلين يتحدث فيهم عن أهمية الوحدة للمسلمين إذا كنا بصدد إقامة صحوة إسلامية و رجعة إلى عهد المجد و القوة فإن أول خطواتنا فى المسار الصحيح تكمن فى توحدنا على راية واحدة و نبذ الخلافات فإن كان اليهود قد توحدوا بوحدة يهودية و النصاري قد توحدوا بوحدة نصرانية فأولى بنا أن نتوحد تحت وحدة إسلامية تجمعنا من أقصى الأرض إلى أقصاها فإذا أُصيب المسلمون فى جنوب شرق آسيا يتألم لهم المسلمون فى المغرب و موريتانيا و أختم بما ختم به الشيخ كتابه فيقول
و إذا سمحنا لأسباب الفرقة أن تنال منا فلا مستقبل لنا لأننا لن نكون
br
الكاتب محمد الغزالي
br

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .