راس المحنة رواية لـ عزالدين جلاوجي
رأس المحنة حكاية الشرف والشرفاء حكاية البطولة والأبطال وحكاية كل ما يحيط بالشرف والبطولة من عفن ونذالة وخيانة للكرامة والآباء والشرف وكل ما يبقي الرأس مرتفعا أمام الله والعباد في الرواية شخصيات عديدة لكل منها أفكار وطمحات مختلفة عن غيرها لكنها تعيش مع بعضها تصتدم ببعضها وتكافح لبلوغ أربها وبعبارة أخرى فهذه الرواية صورة عن المجتمع ولأن لكل مجتمع أفكاره ومشاكله… فإن الرواية لم تخرج عن ما يمكن أن تجده في الشارع الجزائري الرواية كلها صراعات وتبدء بالصراع بين الريف والمدينة بين الأصالة ورائحة الأجداد وبين الرخاء بين جدران الاسمنت الخالية من كل دفء وروائح الأجداد وتنتصر المدينة لكن قلوب من تنشقوا غبار الأرض ورائحة الدم والبارود حتى برودة الاسمنت لا يمكن أن تهدء فوران دمائهم وحرارتها كذلك كان عمي صالح وعلى عكسه كان الجميع كذلك رآ عمي صالح كل الدماء التي سالت وكأنها كانت تسيل في بلوعة المرحاض الكل ينهش الكل يغتصب الكل يسرق الكل يسعى لمد كرشه أكثر وصالح الرصاصة أصبح مجنون من قدم دمه أصبح مجنون تحاك له الدسائس ليطرد ليبتعد ليخلي لهم المكان صالح الرصاصة هذا الضمير الحي فينا صرنا نعتبره مجنونا وذاك الحركي القومي يكون علينا سيدا آمرا ناهيا وينتشر النفاق وتمشي الدنية بالمقلوب وتكثر الحقرة ويستغل من لا يملك الدينار حتى آخر قطرة حتى آخر ما يمكن أن يعتز به الشرف ويأتي بعض من لم يجدوا حضنا يأويهم فيأوون إلى الدين ويفهمونه كما يرغبون فيقتلون ويَذبَحون ويُذبَحون ويفتقد الأمل ويغيب عشق الأرض هذا العشق الذي يدفع بالشعوب للأمام ولا يفهم القاتل لما قتل ولا يفهم المقتول لما قتل ويزداد اللهاث خلف المادة هذا اللهاث الذي يبعدنا عن انسانيتنا ولا تبقى سوى قلوب مخلصة أنجبت قلوبا مخلصة تبقى تكافح حتى تنتصر ينتصر الكريم ابن الكريم ويخذل اللئيم ابن اللئيم