خرائط منتصف الليل
كتاب خرائط منتصف الليل – علي بدر أدب الرحلات سفر روح ونزهة خيال سفر يمتد بينما الجسد في مكانه لم يبرح يهتز فقط من فرط النشوة وكأنه يقاوم رجرجة باص أو تمايل قارب نهري صغير ضائع ليلا في الهناك حياة أخري لم يقوي علي معانقتها تراب الجسد حياة تتجاوز الحدود وجوازات السفر أول ما قرأت من أدب الرحلات كان رحلة إلي الجزائر إلي بلاد الشمس ل غي دو موباسان ثم بعد فترة طويلة عدت لأدب الرحلات مع أندريه جيد في رحلة إلي شمال إفريقيا وكان هذا الكتاب رفيقي يوم مجزرة المنصة فدونت بداخله الشذرات التي كتبتها يومها وتعتبر هذه الرحلة ركيزة أساسية لأندريه جيد في كتابة روايته اللاأخلاقي كما أعتقد وبعد فترة ليست بالطويلة ثلاثة أشهر تقريبا من قراءة كتاب أندريه جيد قرأت رحلة إلي مصر ل نيكوس كازنتزاكيس ويحكي فيه عن زيارته للوادي وسيناء أوائل القرن المنصرم أما خرائط منتصف الليل ل علي بدر فلم يكن الهدف من قراءتها السفر معه في رحلاته أكثر من الرغبة في استكشاف عالم علي بدر ومعرفة شيئا من رؤيته ونظرته للحياة عن قرب فالرحلات هي أكثر ما يبين ذلك ويكشفه خرائط منتصف الليل رحلات إلي اسطنبول وأثينا والجزائر وطهران وقبرص ومارسيليا رحلات شعر وتاريخ وأدب لم يدخر علي بدر وسعا في وصف ما رأي وإن كان وصفه في اسطنبول وأثينا أكثر جلاء ورقة وأجمل فصول الكتاب علي الاطلاق هو فصل بقايا رجل من أثينا وهو قصائد نثر عذبة عن البحر والمرأة وأثينا والسفر في الفصلين الأخيرين عن قبرص ومارسيليا يشعرك علي بدر بالاستعجال كما لو أنه يرغب في إنهاء الكتاب أو أنه لم تطل إقامته فيهما كما في أثينا واسطنبول والجزائر بالنسبة لي كانت رحلة الجزائر بمثابة استكمال ضروري لرحلاتي بها فالجزائر التي تكلم عنها موباسان قديمة إبان فترة الاحتلال وهي جزائر الصحراء فقط أما مع علي بدر فالرحلة كانت في تفاصيل المدينة أسواقها ميناءها ساحلها ناسها وهي تشبه إلي حد بعيد جزائر عبداللطيف اللعبي الذي ذكرها في شاعر يمر الكتاب رائع