جوي سبيدبوت
“جوي سبيدبوت” هي ثاني رواية هولندية تترجمها العربي للنشر والتوزيع بعد الرواية الشهير “العشاء” لهيرمان كوخ ليس الرواية التقليدية عن الإعاقة ولكن الأمر هنا مختلفٌ تمامُا ف”جوي سبيدبوت” لن تكون أبدًا إحدى تلك الروايات الإلهامية فعلى الرغم من أن “فرانكي” راوي هذه الرواية أصابه الشلل بعد إصابته في حادثة طريق ودخولة في غيبوبة لأكثر من مائتي يوم عندما كان في الرابعة عشر من عمره إلا أننا نرى اذا كان يستطيع أن يتغلَّب على كل الصعوبات التي تقابله أثناء تقدمه في العمر رواية جوي سبيد بوت – تومي فيرينيجا السرد على لسان فرانكى الذى يعيش فى قرية لومارك الهامشية والذى يتعرض لحادث يجعله قعيدا مشلولا وغير قادر على الكلام ولكنه يتعرف على صبى مغامر وحالم اسمه “جوى سبيد بوت” يغير حياته تماما ويحلّق به الى عالم جديد وفريد أكثر ما أعجبنى فى الرواية الممتعة رغم طولها نحو 342 صفحة فكرة استلهام عالم الساموراى ولكن فى إطار آخر تماما يصبح المهمش فى قلب الصورة ويكتشف العالم ونفسه من خلال سبيدبوت الذى لا توجد مسافة تقريبا بين ما يحلم به وما يحققه وكأننا جميعا فى حاجة الى سبيدبوت بطاقته الحركية المدهشة لكى تكون لحياتنا معنى هذه رواية عن الإنتصار فى معركة الحياة ليست قصة كئيبة على الإطلاق رغم أن بطلها شاب يجلس على مقعد متحرك يكتب ولا يتكلم بل إن فيها الكثير من المواقف المرحة ومن بين أبطالها شخصية مصرية نوبية تعيش فى هولندا لدينا تفاصيل مدهشة عن الشخصيات والمكان وهناك مستويات متعددة لمعانيها وأفكارها إنها رواية عن الإنسان الذى يستطيع إذا أراد وتحرك ووثق فى نفسه وحكاية ذكية عن ضرورة صنع الحياة رغم أن الحياة ليست معقولة أو مفهومة أو قابلة للتفسير فى معظم الأحوال