الوليمة العارية

4  

رواية الوليمة العارية هي رواية ساخرة بإمتياز تناقش الرواية لحظة فاصلة فى التاريخ العربى عندما انهارت الدولة العثمانية وسيطر الاحتلال الإنجليزى على الدول التى كانت تحكمها واختار الروائى على بدر أن تبدأ الأحداث قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 ويرصد عبر بطله منيب أفندى الذى يعشق كل ما هو أوروبى تحولات المجتمع العراقى والعربى خاصة بعدما بدأ الأتراك يغادرون بغداد ليحل محلهم الإنجليز ويتنقل على بدر بأبطال الرواية ما بين أسطنبول وبغداد فى تلك الفترة الرواية تسخر من كل شيء من كل الشخصيات رجال الدين رجال السياسة الجندرمة العاهرات الأفندية اللصوص و قطاع الطرق و السخرية من تكرار تاريخ بغداد هذه الرواية بقدر ما تنزح نحو المعلومة التاريخية التي حدثت و تم توثيقها إلا أنها تستشرف الماضي و تتنبئ به فبغداد أيام الاحتلال الانكليزي لها هي ذاتها بغداد أيام الاحتلال الأمريكي الأخير حالة التشابه بين هاتين البغدادين مطابقة ٌ تماما ً و مآلات الناس فيها هي ذاتها يسخر علي بدر من كل شيء و يحاول ربط الجنس كما فعلت جهان صديقته التركمانية بالمكان إلا أن الجنس في هذه الرواية يأخذ أشكالا ً متعددة فتارة ً هو حالة هرب من الواقع إلى عالم ٍ مغاير ٍ الهرب من الواقع الذي أصبحت السيطرة عليه صعبة ً جدا ً إلى عالم السيطرة على جسد ٍ ضعيف أو هو حالة استكشاف للأساطير كما في حالة محمود بك مع العاهرة الأرمنية فكرة الجنس في هذه الرواية ليست عبثا ً فهي حالة خلاص دائم من هم ٍ لا يدوم أبدا ً حالة من التغيير عند فئات ٍ متباينة فيما بينها ب المكانة و القيمة والتفكير و المظهر و السلوك الخارجي كما أن بغداد الحاضرة في هذه الرواية هي الوليمة التي أصبح الكل يحاول قضم نصيبه منها الشخصيات في الرواية غير متطورة أبدا ً لكنها حركية و غير ثابتة هي ذات الشخصية متذبذبة بين القوي و الأقوى و هذا التذبذب هو تعبير عن عدم الاستقرار السياسي أذكر أن الفنان العراقي محمد الشامي قال أن الرداءة السياسية تنتج رداءة فنية كذلك الحال الرداءة السياسية تنتج رداءة فكرية رداءة سلوكية و انحطاطا ً في النسيج الاجتماعي و هذا ما كان عليه الواقع البغدادي حسب المعلومات التي تتبعها علي بدر في هذه الرواية رواية فذّة جدا ً هذا الروائي مبهر ٌ جدا حتى الآن لم أملّ من أي رواية ٍ قرأتها له

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .