الهروب رواية لـ رشيد بن عدي
مريم التيجي تكتب عن رواية الهروب للكاتب رشيد بن عدي رواية الهروب للكاتب رشيد بن عدي هي بطاقة هوية لشاب وجرس إنذار للجميع هذا أول ما طبعته سطور الرواية في ذهني بعد أن وصلت الى فصلها المأساوي الاخير إنها صرخة جيل كامل عجز عن الخروج من دائرة العطالة و لايزال يرى شعاع الامل قادما من وراء الحدود عندما نطمئن لانخفاض منسوب الصور التي كانت تفضح قوارب الموت التي تقود الشباب الى حتفه تماما مثلما تسير الفراشات الى محرقتها وهي تتبع شعاع الضوء يزعزع الراوي اطمئننانا ويخبرنا أن قوارب الموت لا تزال بخير هي فقط وجهة الفراشات التي اختلفت أما احتراقها فهو لا يزال مستمرا أمام مرأى وطن هو في أمس الحاجة لأجنحتها ولبهائها الذي يذوي بلا ثمن شباب يهرب الى الحانات و التيه الذي لا نهاية له أو ينسل الى بطن الغول ليصبح يدا لبطش الارهاب أو يغادر الى تركيا و يقطع كل صلاته بالوطن أو يعيش أحلاما بلا نهاية بهروب قد يكون في نعش قد يكون بتذكرة الى أمريكا للهجرة الأبدية و إن كانت كل هذه التجليات للهروب عاشها بطل واحد هو يزيد بطل الرواية الا أنها في الحقيقة صور لجيل كامل يشعر أنه منبوذ و لا يثق كثيرا أن أحدا سيصل الى حقيقة مشاعره لذا يرفع الكاتب الشاب منذ البداية إيقاع الغضب في مانفيستو يفتتح به روايته ويقول فيه مشاعرنا وأحاسيسنا نحن المنبوذون أبشع من أن تصفها الكلمات في رواية أو حتى في قصيدة لتبدأ الرواية بدوائر لا نهائية من التيه في الرباط تلك المدينة القاسية و يتشتت التيه بين الحافلة الحياة و المقهى والبحر يأتي الحلم بالثورة عابرا ليس من أجل غد أفضل ولكن لتتساوى الخسائر أو ليخسر الرابحون في هذا الواقع المزري في قمة اليأس يأتي الامل الكاذب أكثر من مرة على هيأة حلم أو وعد بطريق أسوأ من الطريق الحالي وقد يتجلى الامل في طيف امرأة تظهر وتختفي أو في حمل بطفلة تجهض بقسوة وتبقى مجرد ذكرى أليمة أو خسارة تضاف الى بقية الخسارات حتى بعد الهروب الى تركيا يواصل القدر لعبته مع شاب يائس يعطيه مؤنسا وان كان عجوزا لكنه مسعود ويختطفه دون سابق انذار بموت سريع ويعطيه حبا و أسرة بديلة وينتهي كل شيء في عمل ارهابي يختطف إيلين امله الجميل والأخير
وتنتهي الرواية بلا أمل وبقرار قاسي بالهروب الى ابعد نقطة الى ما وراء هذا العالم دون أن ينسى البطل ترك بيان ادانة على جدار الزمن كتبه باختصار غادرت هذا العالم كما دخلته حزينا