النص الشرعي وتأويله الشاطبي أنموذجا لـ د صالح سبوعي
هذا الكتاب يضع لبنة منهجية في البناء العلمي والثقافي القاصد المرتكز إلى دلالة اللغة ولا يمكن أن يعتبر إعادة إنتاج لعطاء قديم من القرن السابع عشر الهجري وإنما هو استدعاء لرؤية مبكرة واستحضار لأنموذج كان صاحبه رائدا في تأصيل مقاصد الشريعة التي جاءت ثمرة لدلالات الألفاظ وأصبحت تشكل المحاور الرئيسة لكل فهم وفقه واجتهاد وتجديد وتطوير ذلك أن الكتب المنهجية والتأسيسية والتأصيلية تبقى حية لا يتجاوزها الزمن وتشتد الحاجة إليها في حالة التبعثر والتضليل الفكري والثقافي ومحاولات التطاول على المعرفة وزيادة حملة الفقه وغياب الفقهاء وبروز المتحمسين وغياب المتخصصين للخروج من نفق التخلف والتراجع الثقافي إن مثل هذه النماذج المنهجية تبقى مطلوبة لمعالجة الخلل وإعادة حالة التوازن التي تمكن من الرأي السديد والصائب وتفتح نافذة في جدار التخلف والعجز لعل الأمة تؤوب إلى قيمها الخالدة تستأنف إبصار مقاصدها فتخف لاستدراكها وتعزم على الإقلاع من جديد لإعادة البناء