العلم والسيطرة لـ أحمد بهاء الدين شعبان

لم تستهدف هذه الدراسة تقديم حصر كلي شامل لأوضاع العلم والتكنولوجيا في إسرائيل وإنما يتحدد مقصدها بالأساس في توفير صورة بانورامية لرؤية المجتمع الإسرائيلي لدور العلم والتكنولوجيا الحديثة في تحقيق سيطرته على الأرض الفلسطينية بالكامل وفي دوام وضعيته المهيمنة بالمنطقة المستندة إلى التفوق النوعي على المحيط العربي الذي يشكل بيئة معادية ومقاومة لمشروعه الإحلالي الاستيطاني إن هذه الدراسة لا تبتغي من قريب أو بعيد الدعاية إلى من يعتبره الكاتب العدو الأساسي لوطنه وأمته ولا تنطلق من موقع الدونية أو الإعجاب المفرط به وب إنجازاته أو الجهل بالعناصر التي أسهمت في تحقيقه لما حققه بل على العكس ينطلق الدافع الأساسي لكتابة هذا الكتاب من الوعي بضرورة التنبيه إلى خطورة امتلاك عدونا لهذا السلاح الفتاك الذي يمنحه وضعا متفوقا علينا يساعده على استمرار نهبه لثرواتنا واحتلاله لأرضنا وتهديده لمصالحنا ومن الواجب العلم بما بين يديه من قدرات حتى يمكن التخطيط لردم الهوة بيننا وبينه واجتياز الفجوة التي تفصل بين مواقعنا وهو أمر ممكن ومتاح لو أحسنا التدبر وتوسلنا السبل المؤدية إلى إنجاز عذا الهدف