العلاقة بين الدين والسياسة في إفريقيا لـ د عبير شوقي ذكي
تنطوي علاقة الدين بالسياسة على العديد من الإشكاليات والتي برزت على السطح منذ أكثر من ثلاثة عقود مضت وأصبح من المعتاد طرح العديد من القضايا السياسية من منطلق ديني من قبل النخب السياسية وهي ظاهرة لم تقتصر على المجتمعات الإفريقية النامية بل انتشرت في جميع أنحاء العالم إذ تنتشر الأحزاب الدينية اليمينية الراديكالية في سائر قارة أوروبا معلنة برامج واضحة تنفي فيها وجود الأخر وترفض وجوده بينما طرح النظام العالمي الجديد مفهوم تقسيم العالم إلى أخيار وأشرار وهو مفهوم يتنافى مع المفاهيم السياسية السائدة إذ أن الخير والشر مفاهيم دينية وأخلاقية وليست مفاهيم سياسية مما يعطي دلالات واضحة عن كيفية توظيف النخب السياسية للدين ليخدم مصالحها وتحقيق مآربها السياسية البعيدة كل البعد عن روح الدين كذلك اقترنت ظاهرة تسييس الدين بالعنف مع دعم هذه الممارسات بمرجعية دينية قائمة على استخدام النص الديني في غير موضعه وهي أيديولوجية لم تختلف باختلاف الدين وتجدر الإشارة هنا إلى وجود العديد من العوامل والأطراف الأخرى والتي ساهمت في تصاعد المد الديني في المجتمعات الإفريقية كسوء الأوضاع السياسية والاقتصادية في معظم الدول حيث برزت أزمات الاندماج الوطني واكتفت النظم الحاكمة الأفريقية بالقيام بالدور الإستخراجي لثروات بلادها دونما القيام بالدور التوزيعي لهذه الثروات في إقصاء واضح للعدالة الاجتماعية والسياسية في هذا السياق تسعى هذه الدراسة إلى بحث وتحليل العلاقة بين الدين والسياسة في إفريقيا مع التركيز على دور الجماعات الدينية السياسية المسيحية والإسلامية في هذه العلاقة