الشدة واللين في ميزان الحكمة

5  

الحكمة وسيلة من وسائل الدعوة فلابد أن يكون الداعية حكيماً في تصرفاته؛ حتى لا يكون من قطاع الطرق المنفرين عن الله سبحانه وتعالى و الحكمة تقتضي من الإنسان أن ينوع الأساليب باعتبار المدعوين وأن يجامل في موضع المجاملة وأن يجدَّ في موضع الجد ولا يقول إلا الحق في كل ذلك لكن احياناً كثيره تبادر الى أذهان البعض من الدعاة أن الحكمة تعني اللين دائماً فتراه يداهن أصحاب المعاصي ويسكت عن الأخطاء التي لا ينبغي أن يسكت عنها وحجته في ذلك الحكمة تقتضي ذلك ولقد أصبح كثير من الناس يتصورون أن الحكمة والموعظة الحسنة تعني التربيت على أخطاء الناس وانحرافاتهم وعدم مواجهتهم بها خشية أن ينفروا من الدعوة ولا يستجيبوا لها فمن أين جاءوا بهذا الفهم لهذا التوجيه الرباني الكريم و هل هناك من هو أكثر فهماً لهذا التوجيه الكريم من الرسل الذين وجه القول إليهم فكيف فهم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأمر المنزل إليه من ربه أن يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وكيف فهم موسى وهارون عليهما السلام توجيه الله لهما أن يقولا لفرعون قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .