السيف والنار في السودان لـ سلاطين باشا
لم أتقدم من تلقاء نفسي لوضع هذا الكتاب الذي يحوي سجلا للتجارب التي مررت بها لولا تضرع أصدقائي وتوسلهم لي فلقد كنت مشغولا طوال الشهور القليلة الماضية التي تلت هروبي في معاودة تنفيذ واجباتي الرسمية وتدبيج التقارير ولإشباع رغبات الكثيرين من المهتمين بقدري العجيب مما جعل من أي محاولة تفرغ للكتابة في جو هادئ امرا مستحيلا فأثناء أسري لم أتمكن من كتابة أي مذكرات أو الحفاظ على دفتر ليومياتي ومن ثم فقد اعتمدت في كتابة ما يلي من الصفحات على ذاكرتي فقط رغم دوامة الأحداث المحمومة في أوروبا ورغم الازعاج المستمر الذي كان يقطع تسلسل أفكاري ولا يتيح لي وقتا يذكر للملمتها بالتالي ولحرماني الطويل من التعامل مع العالم الخارجي وشئونه ولعدم ممارستي الطويلة للكتابة أو تدوين أفكاري فأنني أجد نفسي مدفوعا لعدم إضاعة أي وقت قد يؤخر نشر الأحداث والتجارب المثيرة التي مررت بها لذا أستميح القارئ عذرا إذا ما لاحظ أي قصور أو خلل فيما سأسرده
ولا أدعي أن لتجاربي تلك أي قيمة علمية أو أدبية كما أن الحوادث الشخصية التي وصفتها قد لا تكون ذات أهمية لكنني هدفت فقط لإعطاء أولئك المهتمين بشئون السودان صورة صادقة وأمينة عن حياتي أثناء حروبي ضد المهدية أو أثناء خدمتها