السلطان عبد الحميد الثاني : مشاريعه الإصلاحية وإنجازاته الحضارية لـ دسيف الله آرباجي
لا شك أن عبد الحميد الثاني هو البطل الرئيسي بلا نزاع في أواخر عهد الدولة العثمانية وانطلاقا من هذه النقطة يتحتم علينا أن نعرفه ونُعّرفه في أحسن شكل إننا نعرف أن التاريخ دائما ملئ بالعبر فالإنسانية تستطيع أن تنجح وأن تقف على قدميها بقدر ما تشبعت به من نتائج التجارب التي عاشها من سبق أما الفترة التي نعتزم الكتابة عنها فهي فترة مليئة بالتجارب باختصار فإن عبد الحميد الثاني والفترة التي حكم فيها لهي درة مليئة بالخبرات والعبر ظلت راقدة في أعماق بحر التاريخ إن الدول والمؤسسات ترتقي بالكوادر المناسبة والتي تبذل كل ما في وسعها لخدمة القضية والتي تعبر عن أفكارها بوضوح عندما يقتضي الأمر إن الكوادر القوية والوزراء الأكفاء والمساعدين المخلصين لهم كنز نادر وأي قائد يحرم من مثل هذا الكنز يتعسر عليه النجاح ولقد نجح السلطان عبد الحميد الثاني – ولو جزئيا – في اجتياز هذه المعضلة؛ إنه أحد القادة النادرين الذي استطاعوا وقت الأزمات أن يحافظوا على عزة الأمة ومجدها في أبهى شكل