الحفيدة الأمريكية
رواية الحفيدة الأمريكية – إنعام كجه جي الرواية سريعة ورشيقة ومكتوبة بلغة سهلة ومباشرة هذه ليست رواية باهرة من الناحية البناء اللغوي لكنها أيضاً ليست سطحية أبداً ولا قاصرة عن إيصال معاني التشظي والضياع التي تتمحور حولها الحبكة ميزة الرواية الأساسية ليست في لغتها ولكن هي في حبكتها الدرامية وموضوعها فهي رواية تقدم مقاربة مختلفة للعلاقة بين الشرق والغرب من زاوية جديدة فهي تحمل هم العربي تحت الاحتلال في نسخته الأحدث بالعراق لحد علمي فهذه أول رواية عربية أخرى تعالج العراق بعد الاحتلال الأميركي ربما يستحق العراق أكبر من ذلك عملا ملحميا من طراز أرض السواد مثلا لكن لا بأس بهذه الرواية المحملة على قصرها بأطنان من الشجن والإعذار للوطن المهجور وذنب الانتماء للمعسكر الآخر ثم ان هذا السرد السريع المتلاحق الأحداث يبدو الامثل للتعبير عن تجربة الغربة والتمزق بين انتمائين بابتسارها وخلوها من عمق الارتباط ونتوئها عن التاريخ اليست هذه لمحة فنية باهرة الحكاية في غاية البساطة ومع ذلك كانت في قمة التشويق فكنت أتوق لصفحات النهاية لأعرف ما تبدل وتغير في قيم هذه الفتاة وفي نظرتها للعراق بين ما كان وما هو كائن وفي طريقة تفكيرها وربما أكثر من ذلك أنني أردتها بنهاية مختلفة بأن تنتصر لوطنيتها أكثر مما فعلت ولكن للأسف هذا هو الواقع كان من الواضح أثر أمريكا في سلوكها مما أوقعها في حيرة الوطنين والانتمائين فقد ظلت أمريكا بالنسبة لها الأولى وكان أكثر حديثها عن الخسائر في صفوف إخوتها الأمريكيين وتعاملت ببرود مع بعض الأحداث الجسام في العراق وحتى لما قررت عدم تجديد عقدها كان الدافع خوفها من العودة محمولة في نعش فما استطاعت العودة للعراق ولا جدتها رحمة ولا مهيمن الذي أحبت أن تجذبها أو تغير فيها الكثير وكلما حاولت الانتصار للوطن الأم تذكرت حياتها في أمريكا وأصدقاءها فغلبت عليها غربيتها رغم ما تركته حياتها في العراق من أثر عليها فما عادت زينة زوينة زنزون ما كانته قبل رحيلها ولذلك حكمت على مؤلفتها الخيالية التي تشاركها حكاية قصتها وعلى نفسها بالموت خوفا من نهاية مختلفة في أرض العراق رواية سريعة مباشرة يسع القارئ المخلص ان يجهز عليها في جلسة واحدة مندهش لأنها وصلت للقائمة النهائية لجائزة بوكر العربية لعام 2009 لكنها مع ذلك تظل عملاً جيداً جداً