التاج فى أخلاق الملوك
تدور أبواب هذا الكتاب حول الدخول على الملوك ومطاعمتهم ومنادمتهم وفي صفات الندماء وما يجب للملوك عند الرعية من حسن الأدب في حالتي الهزل والجد ولا يفوت الجاحظ خلال ذلك أن يذكر صنوفاً من الأحاديث وألواناً من الطرائف يستمدها من التاريخ العربي حيناً ومن التاريخ الفارس أحياناً متحدثاً عن أخلاق الملوك والشعوب على اختلاف ديارها محاولاً بعد كل حديث أن يضع الخطوط العامة بصورة غير مباشرة للأدب الاجتماعي الرفيع ولم يقتصر كتاب التاج على أخلاق الملوك من الفرس أو الأعاجم بل هو يتناول بإسهاب الكلام على الملوك من خلفاء الأمويين والعباسيين وما تميز به كل واحد منهم من الأخلاق والصفات حتى ليغدو الكتاب تأريخاً دقيقاً لأخبار الدولتين الأموية والعباسية وما يكتنف من النوادر والطرائف والملح والحكايات والمرويات كما يسلط المؤلف الضوء على أحوال هؤلاء الخلفاء في شربهم ولهوهم فيقف عند معاوية ومروان وعبد الملك والوليد وسليمان وهشام ويزيد كما يقف عند السفّاح والمتصور والمهدي والمهتدي والرشيد والأمين والمأمون وغيرهم