الإقتصاد الصيني
في بداية القرن الواحد والعشرين ظهرت الصين كقوة اقتصادية كبرى على المسرح الدولي ففي عام 2006 أصبحت رابع دولة اقتصادية في العالم في مستوى الناتج المحلي الإجمالي وثالث دولة تجارية لقد تحسن مستوى معيشة الصينيين تحسناً مهماً وإن أصبحت الصين مجتمعاً شديد التفاوت تقوم فيه هوة بين الفقراء والأثرياء ولا يزال متوسط مستوى الدخل الفردي يصنف الصين بين البلدان النامية ولا يزال أيضاً بعيداً جداً عن متوسط مستوى الدخل الفردي في البلدان الغنية لكنه حالياً قريب جداً من مستواه في تركيا وليس بعيدا جداً عن مستواه في تايلندا
أصبحت الصين دولة كبرى بحكم العدد قبل أن تصبح دولة غنية من هنا فإن صعودها الحالي يتميز عن صعود قوة اليابان خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين آنذاك كانت اليابان بلداً متطوراً مع دخل أعلى من المتوسط العالمي في حين أن التحولات الاقتصادية والاجتماعية والهجرة الريفية والتحضر في الصين لا تزال في بداياتها
إن التحدي الذي يواجه الصين من الآن فصاعداً هو الانتقال من النمو الفائق السرعة الذي عرفته خلال السنوات الأخيرة إلى تنمية متوازنة ومن أجل ذلك عليها تقليص خطوط الانكسار التي تجتاز الاقتصاد والمجتمع بين فلاحين وأبناء مدن وأثرياء وفقراء بين الواجهة البحرية وما تبقى من الصين وإعادة مركزة النمو على الاستهلاك المحلي وجعله أقل تبعية للأسواق العالمية وإبطاء استهلاك الطاقة وصيانة بيئة متدهورة
تشير السيناريوهات طويلة الأجل إلى أنه قد يتوجب على الصين مواصلة النمو بأسرع من نمو الاقتصاد العالمي وأن تصبح محرك تطور الاقتصاد العالمي الذي سيتسم باطراد باتساع مكانة الاقتصاديات الكبرى الصاعدة والتراجع النسبي لمكانة البلدان الغنية التي ستحافظ رغم ذلك على مستواها في سلم الدخول
علي أية حال ففي هذا الكتاب وبأسلوب سهل ومبسط استطاعت فرانسواز لوموان تعريفنا بالتجربة الاقتصادية الصينية الناهضة وما حققته من إنجازات في المستويين الاقتصادي والاجتماعي خلال فترة زمنية قصيرة وضعتها على طريق مقارعة الدول العظمى العالمية