الإصلاح السياسي في الفكر الإسلامي لـ محمد أبو رمان
شهدت العقود الخمسة الأخيرة صعودا ملحوظا للإسلاميين في المشهد العربي سياسيا وثقافيا واجتماعيا وباتت الحركات الإسلامية فاعلا نسبيا في المعادلات الداخلية والإقليمية بل حتى الدولية الاشتباك الإسلامي مع المجتمع والسياسة ولد جملة كبيرة من المواقف المؤيدة والمعارضة وخلق سجالات واسعة في الفضاء الإعلامي والفكري نجم أغلبها عن تساؤلات وجدليات بنيوية يتمثل أبرزها فيما إذا كان الفكر الإسلامي المعاصر يحمل في ثناياه بديلا سياسيا أفضل من الواقع الحالي وحول موقع الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة في مشروع الإصلاح الإسلامي واستراتيجيات هذا المشروع ومراحله في التغيير والقوى التي تحمله وفيما إذا كان يمثل إضافة نوعية إلى التيارات والحركات السياسية الموجودة على الساحة أم إنه حالة نكوص وردة إلى وراء من المشكلات الأساسية في التناول الإعلامي وحتى المعرفي للمقاربات الإسلامية هو الاختزال والتعميم ومن ثم الوصول إلى استنتاجات وأحكام قيمية غير مبنية على دراسة عميقة ودقيقة للمقاربات الإسلامية كأن يقال الإسلاميون لا يقدمون جوابا واقعيا في الإصلاح السياسي أو يرفع في المقابل شعار الإسلام هو الحل ذلك الاختزال يقفز عن المساحة الواسعة من الألوان المختلفة والمتباينة من المقاربات والأفكار الإسلامية في موضوع الإصلاح السياسي إذ لم يكن الصعود الإسلامي المعاصر على صعيد أو لون واحد في الطروحات الفكرية أو حتى في المعادلات السياسية الداخلية العربية أو حتى في استراتيجيات وآليات التغيير والتفاعل مع المجتمعات والعلاقة مع الحكومات
