الإستشراق والوعي السالب لـ خيري منصور

21  

قبل ظهور الاستشراق لإدوارد سعيد بحوالي ستين عاما أصدر عمر فاخوري كتابه آراء غربية في مسائل شرقية وقد حدثت خلال هذه الفترة القصيرة جدا بمقياس تقليدي للزمن والكبيرة جدا بمقياس زماننا أحداث كثيرة ربما كان لصدى الاستشراق ونتائجه فيها ما يزيد كثيرا عن جهود الاستشراق نفسه ففي هذه الفترة قارب المثقفون العرب ما يمكن تسميته وعي الاستشراق وانزاحت غمامة كبيرة أو جزء منها – من سماء شاسعة يتطلب التعرف إليها الكثير من التحديق والكثير من التماسك وغرز القدمين في صلابة الأرض لا يعدم القارئ لهاتين المحاولتين فرضة القبض على أكثر من قاسم مشترك بينهما بالرغم من البون بينهما منهجيا ومعرفيا فاخوري في العام 1925 م  كان يقف علة الجانب الآخر من جنة طه حسين مثلا وكان يقرأ جهود الاستشراق على أنها تأويلات قبل أي شيء آخر لأن جهلهم بالحقيقة حال دون شفائهم من داء الأحكام السابقة وأوصلهم إلى نتائج مغلوطة فقد يحتاجون في تأييد رأي من الآراء إلى هدم بعض الأخبار   ما رأي الأوروبيين في عالم من أقصى الأرض يتناول المتناقضات التي تكثر في بلاد الفرنسيس فرنسا ويمحصها بمنطقه الشرقي البعيد ثم يهدم قصة الكاردينال رشيليو آخر له عقلية كاهن من كهنة بكين وطباعه  بتغيير في عبارات فاخوري نصل إلى ما يسميه سعيد وغيره من دارسي الشرق في الأعوام الأخيرة نفي الآخر فإن تصور الغرب للشرق هو تصور ينتج في الأعوام الأخيرة نفي الآخر فإن تصور الغرب للشرق هو تصور ينتج فيه الغرب ذاته أيضا لهذا سيكون له حصته من النفي لذاته

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .