الأقباط الكنيسة أم الوطن لـ عبد اللطيف المناوي
من أشد الأمور قسوة وتعذيبا على رب الأسرة أن يرى أبناءه مختلفين متناحرين تحركهم الضغائن ويسودهم التوتر ولا يعترف الفرد بحقوق الآخرين ولا يقر بواجبه نحو الباقين هذا هو حال الأمة المصرية في الآونة الأخيرة فأصبح الوطن يشكو ظلم أبنائه له ومحاولتهم الإساءة إليه إن المجتمع المصري بما يضمه بين جنباته من مواطنين مسلمين ومسيحيين ظل لفترة من الزمن ينعم بالحياة المستقرة التي يظللها العدل والإنصاف فكان الحب هو عنوانه ولا يعرف للشقاق سبيلا إلا أن الأيادي الخفية ما لبثت أن زرعت بذور الفتنة بين أبناء هذا الشعب الواحد فولدت بينهم البغضاء والشحناء وعلى مدار التاريخ ظهر كثير من العقلاء في الطائفتين فتوحدت الكلمة وظهر الجميع على قلب رجل واحد فكانت النتائج الإيجابية التي أعادت للوطن حقوقه المسلوبة ورفرفت رايته عالية خفاقة وفي فترات أخرى تبرز المصالح الشخصية والآراء الانفرادية فيتزعزع أمن الوطن وتتشتت قوته فتتجه الجهود المضنية لإصلاح الاستقرار الداخلي بدلا من مواجهة الهجمات الخارجية المؤلمة التي تلوي الأعناق وتذل النفوس وفي محاولة من المؤلف لأن يفتح بابا لفهم الحقائق وإدراك النتائج قام بعمل هذا البحث الموسع بين القيادتين المسلمة والمسيحية لعله يصيب كبد الحقيقة ويضع يد أبناء هذا الوطن على المفتاح الذي يمكن بواسطته اقتحام هذا المعترك أملا في نبذ الخلافات والاختلافات وينعم الجميع بالسكينة لنتفرغ جميعا لرفعة شأن الوطن وازدهاره