الآتى من الزمان أسوأ
ستهل علينا أعوام أكثر سوءاً وتجعلنا أكثر عمى؛ ستهل علينا أعوام أكثر عمى وتجعلنا أكثر سوءاً بهذه الأبيات يستهل رفائيل سانشيث فرلوسيو كتابه الآتى من الزمان أسوأ الذى يضم أقوالاً مأثورة ومختارات منوعة وقصائد وتحديات وابتكارات موفقة لا تلائم كثيراً عقليات القطيع التوفيقية حيث تصلنا كلماته بقوة متحدية وأسلوب يغلب عليه انعدام التروى لدى من كان يدون الملاحظات على مدار خمس وثلاثين عاماً دون أن يفكر فى نشرها ليقرر فقط البوح بمختارات ضئيلة بين نصوص من ذوات الصبغة الأدبية تتجلى من خلال الكلمة صحة المنطق أو اعتلاله يستخدم الكاتب اللغة لتشريخ مفاهيم أساليب طقوس وأمثال إنه جهد عظيم لأن كل قصة كل رؤية تحتوى على فخ ما ومع ذلك وبدون حماس أخلاقى – دون التخلى عن النبرة الشريرة لدى من تعلم النظر دون الوقوع من فوق ظهر الجواد – يعترف سانشيث فرلوسيو بالوجود الدائم داخل ذلك الاستيقاظ دائماً فى نفس الساعة كل ليلة والارتطام دائماً بنفس الأحجار بنفس الشياطين وبنفس الآلام إنه يعترف بهذا الوجود ويقصه علينا بكلمات فظة وعارية من التفاؤل أو التطير