إنهم يألمون
أنهم يألمون
لمجموعة القصصية الثانية للكاتب المغربي والمعتقل السياسي السابق زكرياء بوغرارة
قال عنها في المقدمة التي جعلها مفتاحا للدخول الى عمقها حيث رهبة الاعتقال والسجن الرهيب
{{يجاوز القلم قدره وهو يخط بعض سطور الطهر أقدم بها مجموعتي القصصية الثانية الموسومة ب{{ إنهم يألمون}} كتبت من وجع وخرجت من وجع لتنشر وتلقى أطيب الصدى في قلوب من عانقوها بأرواحهم قبل ان تلامس حروفها شغاف قلوبهم ومنهم الأستاذ عبد الله الطنطاوي الذي ارسل لي رسالة رقيقة رائقة عن بعض ارتساماته في مجموعتي الأولى {{ الأكف الممزقة }} عندما نشرها تباعا على منبره الأدبي الجميل {{ رابطة أدباء الشام }}
انها نبع من فيض ما رأينا هناك بل ما شاهدناه عن كثب ونقلنا نتفا من مآسيه ومعاناته ثم بعد خروجي من السجن عقب سنوات مديدة من العتمة
لم ألبث إلا قليلا ثم أعتقلت لتكون هاته القصص مادة الاتهام في رحلة معاناة جديدة انتهت بالافراج عني بعد طول اضراب عن الطعام
شارفت فيه على الهلاك
ولأن تلك العتمة كلها ألم فقد كان لغلاف المجموعة صرخة من لون آخر بالصورة الناطقة التي خرجت من العتمة ورفرفت في الفضاء الأزرق
تميط اللثام عن حقيقة لم تزل غائبة عنّا في محنة ثنائية السلطة والمثقف
والضحية والجلاد والسجن والحرية
انها قصص من ادب السجون كتبت ما بين العام 2003 و2013
ثم قيض الله لها ان تنبعث حية حرة لتعيش بين الناس و تستقر في وجدانات الأحرار لأنها فكرة والفكرة لاتموت
لن أزيد ففي ما يألمون كثير من الألم
أشكر كل المنابر الإعلامية التي نشرتها من منابر لامغرب ولكل منبر احس بنبضات هذا القلم فجعل لها مكانا لترتقى
أهديتها للأخ والشيخ ورفيق المحنة الذي لازال في الأسر محمد النكاوي
تحية وسلاما ووفاء وعرفانا وهو في عتماته داخل أقبية السجون المغربية
فهو رمز لمرحلة من الوجع التي لاتزال أصداؤها تتردد والى زمن بعيد
لا أستهدف من هذا المجموعة سوى وقفة تأمل فيما جرى
بحث عن لحظة استشفاء لأننا لوظللنا نكتم ما بين ضلوعنا لمتنا كمدا وحسرة وأسى ووجعا بل وأوجاعا متعددة لاتعد ولاتحصى
لا ازعم انني وصلت فيها للحظة الشفاء من العتمة كما لا أزعم اني حكيت كل ما بين جوانحي وما هو كامن في صدري ولكنها محاولة للوصول الى الشفاء رغم ان السجن الأكبر المغموس بوحل من الحرية المنقوصة المعجون بالقهر والعنت والمرض والعجز والحصار وكلها عوامل لاتجعلنا نصل لمرحلة من الشفاء الكامل المأمول
الألم الذي بين الضلوع وعلى المحيا الجلمودي هو ألم كل من كان معنا ومن مرّ من هناك من قبل
وددت ان اهديها لكل اخ في العتمة قبل ان تفرقنا كل العتمات }}