أعداء الإسلامية
إذا كانت الإسلامية على هذا النحو الفريد من حيث النظرية والتطبيق فلماذا توجه إليها سهام العداء المسومة وما السبب الكامن وراء الحملات العنيفة التي تعد وتدفع لهدم صرحها ودك بنيانها وإذا كانت البشرية في مرحلة الطفولة القديمة تتصرف بسذاجة وحماقة فما هو العذر الذي يقدمه عصرنا – عصر التقدم والعلم والتكنولوجيا – لما يكنه من خصومة قاسية مريرة للإسلامية وإذا كان هذا العداء لا يحقق مصلحة حقيقية للبشرية ولا يخدم قضاياها المصيرية فيكف نفسر تلك الهجمات المتتالية التي لا ترحم أسئلة عديدة تدور في ذهن أي باحث وتؤرق العاملين في الحقل الإسلامي والواقع أن الناس أعداء ما جهلوا فهناك فئة من الناس ليس لديها الوقت أو الرغبة لتحري الحقيقة إنها ألفت مذهباً بعينه أو فلسفة في الحياة استساغتها وليست على استعداد لتحري الحقائق وتمحيص ما يعرض عليها من أفكار ومبادئ وهذا الصنف من الناس ينظر إلى الموضوع نظرة سطحية فيرى حال المسلمين وما آلوا إليه من تمزق وتخلف وما هم فيه من تناقض ووهن وكسل فيتبادر إلى ذهنه أن الإسلامية بذلك قد جانبها التوفيق في خلق جيل قوي يفهم الحياة العصرية فهما سليماً وأنها لو كانت كما يصورها أصحابها لقضت على أمراض مجتمعاتها ولخلقت أمة قادرة على تخطي الصعاب ولأمكنها أن تسير في مقدمة الأمم الراقية ولبرزت مثيلاتها في كل أنواع النشاطات الإنسانية من علمية وثقافية واقتصادية وسياسية واجتماعية ولا شك أن الصورة القائمة التي تقدمها المجتمعات الإسلامية صورة قاتمة لا تشجع الغالبية العظمى من رجال الفكر والسياسة هذه حقيقة لا يمكن إنكارها