أسلحة الخداع الشامل
في الشهور التي سبقت الغزو الأميركي للعراق توقع المعلقون السياسيون بأن الشعب العراقي سيرحب بالجنود الأميركيين كمحررين وبدا مشهد إسقاط وتحطيم تمثال صدام حسين وكأنه البرهان على أنهم كانوا على حق وسارع المعلقون الإعلاميون بعد وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد إلى تعليق مزيد من الأهمية الرمزية على سقوط التمثال وصنفه البعض من حيث الأهمية إلى جانب سقوط جدار برلين والمواجهة بين المحتجين والدبابات في ساحة تيانامين والأحداث العظيمة الأخرى التي تمّ بثها تلفزيونياً توم بروكار مراسل أن بي سي قارن الحدث مع إنزال جميع تماثيل لينين عبر الاتحاد السوفياتي العراقيون يحتفلون بذلك في بغداد قالت صحيفة الواشنطن بوست إلى غير ما هنالك من التعليقات التي ضجّ بها الإعلام الأميركي إلا أن هذا الكتاب يوجه النظر إلى مسائل على قدر كبير من الأهمية تلك المسائل تقع في دائرة الإعلام الأميركي وتأثيراته وحقيقته حيث يقول المؤلف ونقلاً عن صحيفة البوسطن غلوب بأنه كانت هناك أيضاً إسقاطات ذاتية وتفسير متعمد للمعنى المقصود من الصور الملتقطة عند إسقاط تمثال صدام حسين فهناك شيء لا يدركه المتفرج ولكن الحقيقة وعندما تراجعت آلات التصوير إلى الخلف كشفت وجود حشد صغير نسبياً حول التمثال وهذا ما كتبه مراسلا البوسطن غلوب ماثيو جلبرت وسوزان رايان فقد أظهرت صورة عن بعد التقطتها وكالة رويتر لساحة الفردوس أن الساحة كانت خالية تقريباً ومحاطة بالدبابات وجنود المارينز الذين تقدموا لإغلاق الساحة قبل السماح للعراقيين بولوجها كما أن سلسلة من الصور التقطتها محطة بي بي سي لعملية إسقاط التمثال تظهر أيضاً حشداً متناثراً يتكوّن من 200 شخص تقريباً وهو حشد أصغر بكثير من المظاهرات التي انطلقت بعد تسعة أيام فقط عندما خرج آلاف العراقيين إلى شوارع بغداد مطالبين القوات الأميركية بمغادرة المدينة