مقدمة في علم المنطق لـ د نايف بن نهار
لا نشتكي في عصرنا الحالي من قلة المثقفين وإنما نشتكي من جودتهم ونوعيتهم فقد اشتهر في عصرنا المثقفون الذين يستندون إلى ثقافة عشوائية سطحية وليس إلى ثقافة علمية مؤصلة ؛ فأضحى من المعتاد أن ترى مثقفا يملأ القنوات الفضائية وهو يجهل كيفية التعامل مع القواعد العقلية أو يجهل طرق التحاكم إلى النص الإسلامي الذي يشكل النمط الثقافي للمجتمع الذي يعيش فيه من رحم هذه الإشكالية الثقافية ولدت فكرة سلسلة التكوين المعرفي التي تتكون من عدة مقدمات في علوم ومسارات مختلفة للمساهمة في التأصيل العلمي والتكامل المعرفي للمثقف العربي وقد بدأنا أولا بإصدار ما يمكن أن نسميه المثلث المعرفي الذي يجب على كل من يتصدر المشهد الثقافي أن يكون مدركا جيدا له ونعني بالمثلث المعرفي علم النحو علم المنطق علم الأصول والسبب الذي دعانا للابتداء بهذه العلوم الثلاثة؛ أن الإنسان ليس لديه إلا المعاني والألفاظ؛ أما المعاني فيتكفل بها علم المنطق وأما الألفاظ فيتكفل بها علم النحو وبما أننا مسلمون فإن لدينا شيئا ثالثا وهو النص الإسلامي وهذا ما يتكفل به علم أصول الفقه وبذلك ندرك أن هذه العلوم الثلاثة تشكل المحاور المعرفية الأساسية لأي مثقف أخيرا لابد من تكرار التوضيح بأن هذه السلسلة لا تشكل نهاية علمية يستغنى بها عن غيرها وإنما هي مرحلة أولية في مجالها العلمي تساعد على إدراك العلم وتصوره تصورا عاما كليا