معنى الحقيقة
يضم هذا الكتاب مجموعة من المقالات التى نشرها «وليم جيمس» تكملة لكتابه عن «البراجماتية» يرد فيها على النقد الذى وجهه الفلاسفة أمثال رويس و رسل و ديكارت إلى آرائه وأوضح مذهبه فى«التجريبية الجذرية» و«إرادة الاعتقاد» ونظريته فى الحقيقة التى أشار إليها للمرة الأولى فى كتابه «البراجماتية» لايرى الإنسان غير الشيء القريب منه وفي المدونات العالمية لتاريخ البشرية الكثير من القرون الكاملة التي يبدو شطبها ومحوها ممكنين لأنها غير ضرورية فهناك الكثير من الضلالات في هذا العالم تبدو الآن لا يمكن أن يقوم بها حتى طفل فكم من الطرق المعوجة المسدودة الضيقة المنيعة المنحرفة بعيدًا اختارتها الإنسانية في سعيها للوصول إلى الحقيقة الأزلية بينما كان مفتوحًا أمامها الطريق المستقيم كالطريق المؤدي إلى هيكل عظيم مخصص ليكون مقراً للقيصر فهو أوسع الطرق كلها وأفخرها منوَّر بالشمس ومضاء طوال الليل بالأنوار ولكن الناس تجاوزته وسارت في الظلام الدامس وكم من مرة حتى بعد أن تزودوا بالرسالة المنزلة من السماء زاغوا وانحرفوا سواء السبيل ووقعوا من جديد وفي وضحِ النهار في مغارات نائية مسدودة وأنزلوا من جديد غشاء العمى على عيون بعضهم البعض منجذبين إلى السراب الخادع ووصلوا إلى الهاوية ليسأل بعضهم بعضًا فيما بعد أين المخرج أين الطريق إن الجيل الحالي يرى كل شيء الآن بوضوح و تدهشه الضلالات و يضحك من سخفات سلفه و لا يرى أن تلهب النار السماوية تلك المدونة التاريخية ليصرخ كل حرف فيها و ليشار اليه بالبنان من كل مكان يشار اليه إلى الجيل الحالي و لكن الجيل الحالي يضحم و يبدأ بثقة و اعتداد في سلسلة من الضلالات الجديدة سيضحك منها الخلف أيضاً فيما بعد ”