مختصر دراسة للتاريخ .. الجزء الرابع
يدور كتاب مختصر دراسة للتاريخ حول ثلاثة محاور انبعاث الحضارات وارتقاء الحضارات وانهيار الحضارات فيما يتعلَّق بنُموِّ الحضارة فيُعيدها أرنولد تُوينبي فى كتابه إلى الدافع الحيوي وهي الطاقة الكامنة لدى الفَرد والمُجتمع التي تنطلق بغرض التحقيق الذاتيّ ويعني ذلك كما يقول الشخصيَّة النامية أو الحضارة تسعى إلى أن تصيرَ هي نفسُها بيئةَ نفسها وتحدِّيًا لنفسها ومجالَ عمل لنفسها وبعبارةٍ أُخرى إنَّ مقياس النموّ هو التقدُّم في سبيل التحقيق الذاتيّ ويكون ذلك عن طريق المُبدِعين من الأفراد أو بواسطة الفئة القليلة من هؤلاء القادة المُلهَمين إذ تستجيبُ لهم الأكثريَّةُ عن طريق المُحاكاة الآليَّة التي تُمثِّلُ الطريقةَ الغالبة في عمليَّة الانقياد الاجتماعيّ وتقود هذه المُحاكاةُ في الجماعة البدائيَّة إلى حركةٍ سلفية تنزعُ إلى مُحاكاةِ القُدَماء بينما هي في المُجتمعات الحضاريَّة النامية حركةٌ تقدُّميَّة تُؤدِّي إلى مُحاكاة الطليعة الخلاَّقة ويرى توينبى أنه بين إحدى وعشرين حضارة هناك خمس عشرة حضارة تتصل بصلات البنوة بحضارات سابقة عليها ؛ فالحضارة الأسلامية على سبيل المثال هى محصلة اندماج حضارتين كانتا متميزتين فى الأصل هما الإيرانية والعربية وهما معا ترجعان إلى حضارة مندرسة هى الحضارة السورية التى تتفرغ بدورها من الحضارة السومرية