مختصر دراسة للتاريخ .. الجزء الثالث
يذهب أرنولد توينبى فى كتابه مختصر دراسة للتاريخ إلى أن دراسة التاريخ تعنى فى حقيقتها دراسة المجتمعات أو الحضارات ويقسمها إلى إحدى وعشرين حضارة اندرس معظمها ولم يتبق منها فى زماننا الذى نعيشه سوى خمس حضارات هى المسيحية الغربية والمسيحية الأرثوذكسية والإسلامية والهندية والشرق الأقصى ثم مخلفات حضارات متحجرة غير معينة الشخصية كاليهودية يدور كتاب مختصر دراسة للتاريخ حول ثلاثة محاور انبعاث الحضارات وارتقاء الحضارات وانهيار الحضارات بخصوص انبعاث حضارة ما فإن توينبى يصدف عن الفكرة التى تذهب إلى تفوق عرق ما وتفرده بصنع الحضارة فالأعراق فى معظمها ساهمت فى صنع الحضارات وفى تقدمها كما أنه يصدف عن البيئة الجغرافية كعامل أهم فى انبعاث الحضارة ويرى توينبى أنه بين إحدى وعشرين حضارة هناك خمس عشرة حضارة تتصل بصلات البنوة بحضارات سابقة عليها ؛ فالحضارة الأسلامية على سبيل المثال هى محصلة اندماج حضارتين كانتا متميزتين فى الأصل هما الإيرانية والعربية وهما معا ترجعان إلى حضارة مندرسة هى الحضارة السورية التى تتفرغ بدورها من الحضارة السومرية